تعرفت على شاب عبر النت ورفض الأهل زواجي به بعد موافقتهم!!
2011-10-12 13:11:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لي استشارة وأريد منكم أن تعينوني فيها، بأن تمدوا لي النصح كما تعودنا على موقعكم، وبورك فيكم في كل ما تقدمونه لشباب المسلمين.
تتمثل مشكلتي في أنني تعرفت على شاب على النت، وهو والله شاب متزن، ويخاف الله، وهو على خلق ودين، هذا الشاب يريد أن يتقدم للزواج بي، والله لم يتعد تعارفنا حدود الله، بل العكس هو جدا محترم، حتى في كلامه هذا الشاب بعد أن كون فكرة عني طلب منى أن أتحدث مع عائلتي حتى يتقدم لخطبتي ويأتي للتعرف عنهم.
هذا الشاب ليس من بلدي، هو من بلد عربي إسلامي آخر، وأنا كنت صادقة مع أهلي، وقلت لهم إني تعرفت عليه على النت، وفي البداية كان هناك ترحيب بالموضوع، وتحدث معهم عبر النت، وقال لهم إنه بعد عيد الأضحى سينزل لمقابلتهم وخطبتي، وإن اتفقنا سيتزوج بي وننتقل لبلدهم، لكن منذ فترة انقلب الأمر، وأصبح كل أفراد العائلة رافضين!
أنا يتيمة، فالوالد ليس موجودا، وولي أمري هو أخي الكبير، في البداية كان موافقا، وقال لي بأنه سيأخذ وقتا حتى يتعرف أكثر على الشاب، ويسأل عنه، لكن مند فترة انقلب في موقفه وأصبح رافضا للموضوع، لا لشيء إلا أنه رافض مبدأ زواجي من شخص ليس من نفس جنسيتي، ولم يسمح للشاب حتى للتحدث معه، ولم يستمع له.
حاول الاتصال به ولم يجب عليه، حاولت إقناع العائلة أن يعطوا فرصة للشاب، ويتعرفوا عليه ويسألوا عن خلقه ودينه، لكنهم يرفضون لا لشيء إلا أنهم لا يحبون هذا البلد، وهم في نظرهم أن شباب هذا البلد لا يقدرون المرأة، وحكموا عليه ببعض القصص كانت وقعت لبعض فتيات من بلدنا مع شبان من بلدهم .
الشاب بالرغم من نقلي له رفض عائلتي إلا أنه لا يزال متمسكا بي، ويطلب مني أن أقنعهم بأن يسمحوا له بالمجيء للتعرف عليه، ثم يحكموا عليه، حتى إنه قال لي أنا مستعد أن آتي وآخذ أحدا منهم إلى بلدي، ويسألوا علي هناك، وإن وجدوا أي كلام مخالف لما قلته لك فأنا لن أتقدم إليك ولن أتزوج بك.
أنا احترت ماذا أفعل؟ والله الشاب جيد وجاد في كلامه، لم أجد من يعينني لإقناع العائلة، وأن لا يحكموا على الأشخاص بمجرد قصص قصت أو لمجرد أنك لا تحب ذلك البلد.
أنا كل يوم في نقاش معهم، علهم يغيرون رأيهم، لكن دون جدوى، أنا لا أحب مخالفة عائلتي، ولكن في نفس الوقت ارتحت للشاب، خاصة أني صليت عدة مرات صلاة الاستخارة، وفي كل مرة أجد نفسي متمسكة به، وهو أكثر مني تمسكا.
أرجو نصحي، فأنا محتارة بين عائلتي ورفضها وبين تمسك الشاب بي، مع العلم أنه تقدم لخطبتي كثير من شباب بلدي لكن لم يكن هناك نصيب، إما أن أرفض أنا من الأول لأني لم أرتح للموضوع أو أن أقبل في البداية تم يتلاشى الموضوع أحيانا والله حتى بدون أي سبب! يعني لست أنا السبب، حاولت أن أفهم العائلة قد يكون هذا هو الذي قدره الله لي، لكن دون جدوى فموقفهم الرفض فقط، حتى وإن كان الشاب جيدا.
أرجو منكم مدي بالنصح مع جزيل الشكر. .
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه .
أختنا الفاضلة: لا شك أن العبد إذا استخار ربه أصبح في مأمن، ولذلك أنا أبشرك بأمر ما دمت قد استخرت الله عز وجل: فأبشري بتيسير الله لك في الأمر الذي يصلح لك ويصلحك، إن كان هذا الشاب على ما أخبرك من حسن الخلق ولم يتلاعب شأن أكثر المتلاعبين على النت، وهو صالح لك فسيسره الله لك رغم أي أمر، وإن كان غير ذلك فسيصرفه الله عنك، لذلك هوني على نفسك، ولا تجعلي الصفحة مظلمة، فأنت لا زلت صغيرة، والأمر أنت أوكلته إلى الله بالاستخارة.
ما فعله أهلك معك وأخوك على وجه الخصوص يدل على محبتهم لك، وخوفهم عليك وحرصهم أن تكوني في مأمن، إن كثيرا من الناس بمجرد أن يأتي لهم خاطب بمواصفات مقبولة ربما يلقون بابنتهم إلي التهلكة، من أجل مصالح دنيئة، وأغراض مادية ساذجة، لكن ولله الحمد أهلك ما أرادوا إلا الخير لك، وما موقفهم إلا حرصا منهم على سلامتك، فأملي في الله خيرا، وأكثري من الاعتزاز بأهلك الذين ما رموك مثل ما يفعل البعض.
مع ذلك كله أتصور أنك قد تسلكين عدة أمور :
1- أن تحدثي أهلك أن يأتي الرجل للمقابلة، وإن شاؤوا أن يرفضوا يرفضوا بعدها، وأخبريهم أنك ستكونين مقتنعة بأي قرار جماعي لهم؛ لأنهم في الأخير يريدون الخير لك .
2- فإن تعذر ذلك فاسأليهم: هل يمكن أن تأخذي عنوانه منهم ليسألوا هم بطريقتهم عليه، ومن ثم يحكمون، وأنت في هذه الحالة ستقبلين بقرارهم .
3- فإن تعذر ذلك فهل يمكن لأحدهم أن يذهب هو إليهم بدون معرفة الرجل بالمكان ولا بالموعد ليسألوا عنه؟!
إن أغلقت كل الأبواب فاعلمي أن هذا هو الخير لك، ولا يعني ذلك أن الرجل بالضرورة سيئ، لا ، بل قد يكون جيدا لكن الله صرف عنك أمورا تتعبك، فإن البعض ربما يكون جيدا لكن تبتلي المرأة بعائلة ربما تسومها سوء العذاب أو أشياء من هذا القبيل.
أرجو منك -أيتها الفاضلة-: أن ترجعي أمرك إلى الله، وأن تسلمي لله فيما أراد، واعلمي أن اختيار الله خير من اختيارك، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه، ونحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب.
والله ولي التوفيق.