لم أدع ربي بدعوة إلا استجابها .. فكيف أشكره وأنا أقترف الذنوب؟
2011-10-11 10:46:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص أقترف الذنوب، ولكني سرعان ما أستغفر، وأعود إلى ربي، ولكني أستحقر نفسي كثيراً جداً، والسبب هو:
لقد أصابتني مصائب كبيرة فكنت أقوم أتوضأ، وأصلي ركعتين وأدعو ربي، وأنا أعلم أن هذه المصائب من ذنوبي، فكنت أقول يا من تجيب المضطر إذا دعاه، يا رب استجب دعوتي واخلفني في مصيبتي، وأنا مذنب، ولكن باليوم التالي: أرى أن المصيبة قد انتهت بحمد الله، وكنت أحمد الله على كل شيء، ولكني أرجع وأعصي ربي مرة أخرى، ومن ثم تصيبني مصيبة وأدعو ربي ويستجيب لي.
أقسم بالله ما دعوت ربي إلا واستجاب لي! يا الله كم هو رب كريم غفور ورحيم عظيم، والله العظيم رب يعبد، سبحانه ما دعوته وردني خائبا.
الذي جعلني أكتب هذا الموضوع، أنه بالأمس كنت أريد أن أقضي حاجة هي في بالي منذ 6 سنوات، ولكني لم أكن أدعو ربي، ولكني عندما دعوت ربي تحققت الحاجة بعون ربي، وذهبت وبكيت وشكرت ربي، وقلت يا رب أنا أعصيك وأنت تستجيب لي، أنا لا أستحق ولكنك يا ربي كريم سبحانك، ما أعظم شأنك، وأنا الآن أبكي وأنا أكتب رسالتي لأن ربي غفور رحيم كريم، يا الله ما أكرمك يا ربي.
لكني أريد أن أشكر ربي بطريقة يحبني فيها كثيرا، وأريد أن أبتعد عن الذنوب، أريد أن أشكر ربي لأنه حقق لي حاجاتي، ولكني أعلم أنني سوف أعود إلى ارتكاب المعاصي ولكن يا رب لا تجعلني أعود لها لأنني عندما أعصي ربي أرى الدنيا مغلقة أمامي، ولكن سبحان الله عندما أصلي وأطيع ربي أرى أنني محبوب من الناس، وأن الحياة جميلة سبحانك يا ربي!
أرجوكم، أنا أثق بكم ثقة كبيرة، وأريد أن تخبرونني كيف أشكر الله شكرا، والله لو أبقى أصلي لربي مدى الحياة لن أشكره حق شكره، وأريد أن تخبروني كيف أبتعد عن المعاصي، ولا أعود لها؟
سبحانك يا ربي ما أعظمك! سبحانك ما أكرمك!
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أسعدنا هذا الارتباط بالرحيم الغفور، وأسأل الله أن يجمعنا وإياك في جنته دار الكرامة والحبور، ومرحباً بك في موقعك وأملنا في الله أن يصلح لنا ولك عواقب الأمور، وأن يعصمنا من الزلل والشرور، وأرجو أن تعلم أن من أوسع أبواب الشكر العمل بطاعة الله قال تعالى: {اعملوا آل داوود شكراً} وإن أقل ما يجب على من أنعم الله عليه بنعمة أن لا يستخدم نعمة الله في معاصيه.
لا يخفى على أمثالك أن الرحيم يستر، فإذا لبس العبد للمعصية لبوسها وبارز الله هتكه وخذله، فاتق الله وابتعد عن أسباب المعاصي وبيئتها، ورفقتها، وابتعد عن كل ما يذكرك بها، واحرص على أن تصدق في توبتك، وتخلص في أوبتك، فإن توبة الكذابين هي أن يتوب العبد بلسانه ويظل القلب متعلقا بالمعصية.
لا أملك إلا أن أقول لك ما قاله ابن أدهم للشاب الذي قال لا أستطيع أن أترك المعصية، فقال له ابن أدهم رحمه الله يا هذا إذا أردت أن تعصي فلا تسكن في أرضه! فقال الشاب وأين أسكن والأرض كلها لله؟ فقال له ابن أدهم أما تستحي من الله تسكن في أرضه وتعصيه، ثم قال: يا هذا الشاب لا تأكل من رزقه، قال ومن أين آكل والأرزاق كلها من الله، فقال أما تستحي من الله فتأكل من ترزقه وتعصيه، وأنت تسكن في أرضه وتأكل من رزقه، ثم قال له: إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه الله، فارتعش وقال: وأين والله لا تخفى عليه خافية؟! فقال له ابن أدهم: أما تستحي من الله وأنت تعصه وتسكن في أرضه وتأكل من رزقه وتعصيه وهو يراك، ثم قال له: إذا أردت أن تعص الله فادفع عنك ملك الموت، فقال الشاب: وكيف؟ ثم تاب وحسنت توبته.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه وتذكر أنه يمهل ولا يهمل، وهو سبحانه غفور رحيم لكنه شديد العقاب، واحمد الله الذي مد لك في الأجل وأتاح لك هذه الفرص العديدة، واستعذ بالله من الشيطان.
ومرحباً بك في موقعك، وبالله التوفيق والسداد.