طفلتي عندها بعض سمات التوحد ولكنها ليست منعزلة بصورة كاملة، أفيدونا؟
2011-09-29 09:42:58 | إسلام ويب
السؤال:
الرجاء سرعة الرد على سؤالي بأقصى سرعة ممكنة.
عندي طفلة عمرها سنتان وشهر، توجد عندها أغلب سمات التوحد، ولكنها ليست منعزلة بصورة كاملة، فهي تحب بنات العائلة جدا، وبمجرد رؤيتهم تجري وتحتضنهم.
وكانت تنزعج من الأصوات العالية، وخفت حدة الانزعاج، وكانت لا تخاف المخاطر، وبدأت تخاف من الظلام والنار، والأشياء الساخنة، والضحك بدون أسباب، ولكنه بدأ يتلاشى مشكلتها عدم الكلام أو التجاوب معنا، فعند احتياجها لشيء معين تأخذ يدي وتضعها عليها.
وقد عملنا لها مقطعية، ورنينا مغناطيسيا على المخ، وطلعت سليمة، وتحليلا وراثيا أيضا سليم، وصورة دم كاملة.
الرجاء من سيادتكم إعطائي أسماء لأطباء يعالجون حالات التوحد بالقاهرة، وهل ذلك سوف يؤثر على مستواها الدراسي، ودخولها مدرسة خاصة؟
لأننا لم نستطع التوصل لطبيب متخصص لذلك، من أجل نطمئن على ابنتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك عدة جوانب في سؤالك حول طفلتك.
فأولا أسمح لي أن أقول، أنه لا تبدو الصورة التي وصفتها من خلال المعلومات الواردة في السؤال لا يبدو أنها صورة تشخيص "التوحد" بشكل دقيق، وأنا أحاول هنا أن ألفت نظرك إلى أنه علينا أن نكون دقيقين في تحديد التشخيص، لأسباب واضحة لا تخفى عليك.
وخاصة أن عمر هذه الطفلة مبكر بعض الشيء عن تأكيد هذا التشخيص، فالمرض لا يظهر في الغالب إلا بعد السنتين والنصف، وأيضا بسبب ما وصفت من إقبالها على بقية الأطفال الأقرباء فهذا لا نشاهده عادة في حالات التوحد.
فالتوحد له أعراض معينة، وطريقة محددة متعارف عليها للوصول إلى تشخيصه، ومع ذلك قد يخطئ بعض الممارسين في التشخيص الأكيد لهذه الحالة، وربما كثير من التصرفات والسلوكيات عند الأطفال والتي يعزوها الناس للتوحد، في الحقيقة هي ليست كذلك، بعض الأعراض التي ذكرت مثل الحساسية من الأصوات المرتفعة والخوف من الليل أو النهار أو الأشياء الساخنة والضحك من غير سبب واضحة لنا.
فكل هذه الأعراض مجتمعة لا تعني تشخيص "التوحد"، وحتى المشكلة التي ذكرتها من أنها لا تتكلم، وإذا أرادت شيئا فإنها تأخذكم بيدها وتشير إلى ما تريد بيدهافكل، هذا أمر طبيعي عن طفل في هذه المرحلة من العمر حيث اللغة ما تزال في طور التكون والنمو.
ولو سألتني أيها الأب الحريص على خير طفلتك مشكورا، لو سألتني منذ مدة لم أكن لأنصح بضرورة القيام بكل هذه الفحوص والاختبارات، فالصورة السريرة لهذه الطفلة لا تستدعي تعريضها لكل هذه الاختبارات. ولا أكتمك أنني متخوف من إعطائك أسماء بعض الأطباء فيقومون بتعريض الطفلة للمزيد من الفحوص والاختبارات، ولكن لا بد من أن تراجع طبيبا نفسيا مختصا بالطب النفسي عند الأطفال لتتأكد من التشخيص الدقيق عند هذه الطفلة، والذي يمكن أن يوجهك بعد ذلك للطرق الأفضل لتدبر الأمر.
وإذا كان الذي شخص عند طفلتك مرض التوحد، فلا بأس أن تستشير رأيا ثانيا من طبيب آخر ليكون الجميع في راحة من الأمر.
والله الموفق.