هل يعد فعل زوجي معي صحيحا وعدلاً؟
2011-09-13 09:21:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أرجو الرد علي، أنا في حالة لا يعلمها إلا الله.
أنا الزوجة الثانية وزوجة زوجي الأولى انتقلت إلى أهلها، وعمل زوجي في أبها، وأهلنا في مكة، وعندما نأخذ الإجازة يقول زوجي إنها شهر وعشرة أيام ومن حقهم هم، فأصبح لا يأتينا إلا لغرض السوق أو المستشفى، ولا يبات عندي بل كل ليالي الشهر والعشرة أيام لها، علما أنه أيام عمله يأتيهم كل شهر 3 أيام.
أنا في النهاية أريد حكم الشرع حتى يطمئن قلبي وأرضى.
هل فعله معي صحيح؟
وجزآكم الله خير .
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك اختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير على الدوام.
بداية أيتها الأخت العزيزة نحب أن نذكرك بما أنت فيه من نعم الله تعالى السابغة، وتذكرك لهذه النعم يدفعك لأن تعيشي حياة سعيدة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى النظر في أحوال من هم دوننا في أمور الدنيا، وأخبرنا بأن هذا السلوك جدير بأن يدفعنا إلى شكر نعمة الله تعالى علينا ومعرفة ما نحن فيه، وهذا الشعور بلا شك يخلق في أجوائنا السعادة والفرح بما أعطانا الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله تعالى عليكم).
وأنت ولله الحمد قد وُفقت بالزواج ورزقت زوجًا وغيرك من ملايين النساء وفي بلدك يتمنين الحصول والوصول إلى هذا الذي وصلت إليه، فإذا تذكرت هذه الحقيقة أيتها الأخت العزيزة ستعرفين أنك في نعمة كبيرة، ولن تشتكي بعد ذلك من ضيق أو نكد.
وإذا أضفت إلى ذلك أيتها الأخت أن زوجك قد مال إليك وفضلك على الزوجة الأولى وإن كان هذا بصلح مع الزوجة الأولى فإن هذا جائز له وليس عليه فيه إثم، ولكن تذكرك لهذا أيضًا سيدفعك إلى معرفة مزيد نعم الله تعالى عليك، والأصل أن الزوج عليه العدل بين الزوجات، فإذا سافر فإنه يُقرع بينهنَّ قرعة، وإذا سافر لنقلة فإنه يصطحب الجميع أو يترك الجميع، فالعدل في القسْم بين الزوجتين فرض من الله تعالى عليه، إلا ما تصالح إحدى زوجاته على خلاف ذلك، فالصلح جائز.
وكونه يجعل لزوجته شهرًا وعشرة أيام في السنة وثلاثة أيام في كل شهر ويجعل لك باقي أيام السنة، هذا بلا شك أيتها الأخت فيه تفضيل لك وزيادة على حقك، فينبغي أن تتعاوني مع زوجك في أداء هذا القدر الذي جعله لزوجته الأولى، وأن تعرفي له هذا الظرف الذي هو فيه، كما ينبغي أيضًا أن تعرفي لهذه الزوجة حقها وقدرها في كونها رضيت بذلك ووهبت ما بقي لك، وبهذا الشعور أيتها الكريمة ستحصلين على رضى زوجك ومزيد من حبه واعترافه بقدرك، كما أنه سيدعو أيضًا إلى حبك من قبل ضرّتك، وكوني على ثقة بأن كل خير تقدمينه لزوجك وتعينينه على القيام بواجباته الدينية فإن عائد ذلك ونفعه سيعود عليك بركة في عمرك وعملك وصلاحًا في أولادك، فإذا عشت بهذه المشاعر ستعيشين حياة سعيدة بعيدة عن المشكلات والمنغصات.
نسأل الله تعالى أن يتولى أمرك كله، وأن يقدر لك الخير وييسره لك.