بعد العقد الشرعي وقبل الدخول، كيف تكون العلاقة؟
2011-09-19 07:28:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب تم عقد قراني قبل شهر ونصف، من شابة تسكن بمدينة أخرى، وقد تم العقد بعد النظرة الشرعية والموافقة التامة مني، خلال هذا الشهر نتواصل عبر الهاتف، ولكن خلال اتصالي لا أستطيع البوح بمشاعري تجاه زوجتي، بالرغم من بوحها بمشاعرها تجاهي، فما رأيكم في هذا الموضوع؟
مع العلم بأنه سيتم الزفاف بعد شهرين -إن شاء الله- وهل البعد من التصريح بالمشاعر خلال هذين الشهرين صحيح، أم لا بد من التصريح بالمشاعر خلال هذه الفترة (قبل الزفاف)؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نسأل الله أن يبارك لك فيها، وأن يبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما على الخير، ومرحبًا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله لك كل التوفيق والسداد.
لا شك أن التوسع في إعلان المشاعر قبل الدخول ليس في المصلحة، ولكن إعلانها عن تلك المشاعر لا بد أن يقابل بالمثل، ثم تنصرفوا بعد ذلك للتخطيط للمستقبل بعد أن رضي كل منكما بالآخر وتم الوفاق والاتفاق، وذلك بتوفيق من الله ونعمه.
ولا يخفى عليك أنها أصبحت زوجة لك على الكتاب والسنة، فليس في الذي حصل مانع شرعي، ولكن إعلان المشاعر دون الوصول إلى إشباعها قد يكون مصدرًا للتوتر، وقد تفتح أبوابًا للتدخل، وليس كل الأوقات مناسبة، فقد تكون بين أهلها وقد تكون بين أصحابك فيحصل الحرج.
والخلاصة هي الاعتدال، وهو المطلوب، بعد الدعاء والتوجه إلى الله، ومن المفيد جعل الاتصالات في الأمور الأساسية الهامة، وفي النصح والتذكير بالطاعات، أما الجانب العاطفي فالإكثار منه فيه خصم من مخزون العواطف، وغدًا سوف تصبحون مع بعض، ووقتها ستتاح فرص المداعبة والملاطفة والملاعبة، وهي بلا شك أمور أساسية من أجل السعادة الزوجية، وإذا أصبحت الزوجة معك فتأكد أنها بحاجة كبيرة للعواطف والملاطفة بالقبلات واللمسات والكلمات وغيرها.
كما أن التجديد والتفنن مطلوب، وكذلك التهادي والثناء المفضل، ومن هنا يتضح خطأ من تظن أن هذه الأمور تنتهي عند الزواج، ولكن الصواب هو أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي وإكمال المراسيم، ويزداد بالتعاون على البر والتقوى قوة وصلابة.
واعلموا جميعًا أن تقوى الله وطاعته والمواظبة على ذكره وشكره أركان أساسية في تحقيق السعادة، قال تعالى: {وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين}.
وهذه وصيتي لكما بتقوى الله تعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله -سبحانه- أن يديم عليكم نعمه وفضله.