الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأعتقد أنني قد وصلتني منك رسالة مشابهة منذ فترة قريبة، وقد قمتُ بالإجابة عليها، لكن ربما تكون الإجابة لم تصلك.
المنهج العام في الأدوية حسب الأبحاث الحديثة أن هذه الأدوية تعمل ومن خلال الخارطة الجينية لدى الإنسان، وكثيرًا ما تجد دواءً معينًا يفيد شخصًا ولا يفيد شخصاً آخر، ولذا تجد الأطباء المتدققين والذين ينتهجون المنهج العلمي الصحيح دائمًا يحاولون الاطلاع إذا كان هنالك أحد أفراد الأسرة يتناول أي دواء نفسي، وهل هذا الدواء أفاده أم لا، ومن المتوقع الآن وخلال السنوات القادمة - إن شاء الله - أن تتضح الخارطة الجينية للناس، ويمكن هذا يساعد كثيرًا في تحديد نوع الدواء الذي يفيد.
بالنسبة لموضوع الوليبوترين، هو دواء دار حوله الكثير من اللغط، أولاً هو مضاد لا بأس به لعلاج الاكتئاب، لكن دائمًا فوائده لا تتأتى إلا بعد جرعة ثلاثمائة مليجراما أو أربعمائة وخمسين مليجراما في اليوم، وهذه الجرعة قد يكون هناك خطورة في أنها ربما تسبب نوبات صرعية لبعض الناس، ولديَّ مريض استفاد جدًّا على الولبيوترين بجرعة ستمائة مليجراما، لكن بكل أسف دخل في نوبة صرعية بسيطة، وقمنا بإعطائه التجراتول وتوقفت النوبات، وهو الآن يتناول هذا الدواء بكل أريحية وسلامة، لكن هذه حالات فردية.
أن يتم تناول الولبيوترين مع دواء آخر مثل الزيروكسات، أنا لا أقول أن هذا الأمر غير مسموح به، لكن يجب أن يكون تحت رقابة طبية، ويجب أن يكون في نطاق ضيق، وإذا لم يستفد الإنسان من هذا المزيج فلا داعي أبدًا في الاستمرار عليه. هذه هي نصيحتي لك.
الذي حدث لك ربما يكون نتج من تخفيض الزيروكسات، وهنالك الآن بعض التقارير التي تشير أن الأعراض السلبية أو الانسحابية التي تنتج من الزيروكسات قد تستمر مع بعض الناس لمدة أسابيع، هذا الكلام كلام مستحدث جدًّا، وإن كان البعض لم يقتنع به حتى الآن، وفي نفس الوقت ربما تكون هنالك جزئية ناتجة من انسحاب الدواء وجزئية ناتجة من تجدد الأعراض، والكثير من الإخوة والأخوات الذين يعانون من أمراض القلق ونوبات الاكتئاب والتوتر تجدهم دائمًا يعيشون تحت ما نسميه بالقلق التوقعي، وهذا في حد ذاته مدعاة لعودة الأعراض لأن ترجع وتأتي للإنسان، لأن الجانب النفسي الإيحائي لا يمكننا أبدًا أن نتجاهله، وأنا حقيقة أنصحك بأن تكون تحت إشراف طبي، هذا أسلم وأفضل لك يا أخي.
بالنسبة لما يسبب لك إشكالية حول الأمور الجنسية حين تتناول الزيروكسات، أعتقد أنك يمكن أن تتوقف عن هذا الدواء تدريجيًا وتستبدله مثلاً بالفافرين، فالفافرين دواء ممتاز إذا صبر عليه الإنسان وتناوله بالجرعة الصحيحة والتي تصل لمئة مليجراما في اليوم، وهذا ربما يغنيك تمامًا عن الولبيوترين أو عن الزيروكسات، والآن كثير من الناس اتجهوا نحو دواء جديد وهو الفالدوكسان، وإن لم يكن متوفرًا في بعض الدول، لكن كثيرًا من الناس استفادوا منه خاصة فيما يخص زيادة الوزن وكذلك الأداء الجنسي، والآن هنالك دراسات كثيرة جدًّا تؤيد الرجوع وتناول النورتربتلين، بالرغم من أنه دواء قديم، لكن هنالك اتجاه الآن في أمريكا نحو تناول هذا الدواء، وكذلك في كندا، وكثير من الناس استفادوا منه فوائد كثيرة جدًّا.
أخي الكريم: الخيارات كثيرة، لكن أنا أنصحك بأن تكون تحت الإشراف الطبي، ما يقدم هنا من خلال إسلام ويب هو توعية عامة وتقديم النصح والإرشاد، لكنه قطعًا في كثير من الحالات لا نعتبره بديلاً عن المتابعة الطبية من الطبيب الذي تثق فيه.
الولبيوترين يخفض الشهية من خلال الموصلات العصبية، فهو دواء يعرف عنه أنه يعمل على النورأدرنلين والسيروتونين والدوبامين في نفس اللحظة، وهذا الدواء أمور كثيرة غير معروفة عنه، مثلاً هو دواء مثالي جدًّا للمساعدة في التوقف عن التدخين، ودواء مثالي لإفقاد الوزن، ودواء مثالي جدًّا لرفع درجة اليقظة، لكن هنالك أيضًا تحفظات كثيرة ضده، ولذا تجده غير منتشر في كثير من الدول، وأنا شخصيًا أنصح به في حالة الأشخاص الذين يعانون من الارتباط الوجداني ثنائي القطبية إذا كانت النوبات الاكتئابية لديهم كثيرة، لأن هذا الدواء لا يدفع المريض نحو القطب الهوسي.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (
237889 -
241190 -
262031 -
265121 ) والعلاج السلوكي للقلق: (
261371 -
264992 -
265121 ) .
أشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.