الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت بالفعل تعانين من وساوس قهرية مستحوذة، وأنا لا أعتقد أن لديك حسدا حقيقيا، لكن الفكر الوسواسي يجسم هذه الفكرة لديك, ويجعلك تحسين بهذا النوع من الشكوك، عموماً عليك أن تراقبي نفسك، وعليك بالدعاء, وعليك أن تدفعي هذه المشاعر دفعاً شديداً حتى يتم التخلص منها، والوساوس قد تكون فكرة أو نوعا من المخاوف أو نوعا من الشكوك أو التردد أو فعلا, أو تقوسا, أو نمطا معينا, أو صورة ذهنية تسيطر على الإنسان، وأنا أعتقد أن هذا كله متوفر لديك، لكن في نهاية الأمر الوساوس هي حزمة ورزمة واحدة وعلاجها كما ذكرنا دائماً عن طريق تجاهلها, وتحقيرها, واستبدالها بفكر مخالف لها تماماً.
والوساوس ذات الطابع الديني حقيقة منتشرة في مجتمعاتنا وإن شاء الله هذا دليل الخيرية، تطرقك لموضع الحسد وكذلك الشكوك هذا ليس مستغرباً أن يكون جزءا من المنظومة الوسواسية لديك لأن هذه الأمور وهذه القيم نحن نتحدث عنها كثيراً في مجتمعاتنا, وعقيدتنا تحثنا حقيقة على البعد كل البعد عن هذا النوع من التفكير المرفوض من الناحية الشرعية.
أيتها الفاضلة الكريمة-أنا أرى أن العلاج الدوائي سوف يساعدك كثيراً, وقد تستغربين ما علاقة الدواء بالوساوس؟ العلاقة قوية جداً وثابت أنه في مرحلة معينة خاصة في مرحلة الشباب ربما يحدث نوع من الاضطراب البسيط في بعض المواد التي نسميها الموصلات العصبية ومنها مادة تسمى بالسيرتونين، واضطراب هذه المادة يؤدي إلى حدوث هذه الوساوس أو على الأقل يساعد في استمراريتها.
الدواء الذي يناسب عمرك هو عقار فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمينFluvoxamine أنصحك أن تبدئي في تناوله بجرعة (50) مليجرام تناوليه ليلاً بعد الأكل, واستمري عليها لمدة أسبوعين, وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى (100) مليجرام ليلاً, وسوف تكون هذه الجرعة كافية جداً, واستمري عليها لمدة ستة أشهر, وبعد ذلك خفضيها إلى (50) مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر, ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء إن شاء الله تعالى سوف يزيل عنك القلق والتوتر, وسوف يضعف الوساوس بصورة واضحة جداً, وهنا يكون واجبك أن تدفعي هذه الوساوس, وأن تحقريها, وأن تستبدليها بفكر مضاد ومخالف تماماً.
أيتها الفاضل الكريمة – سيكون من الجيد والمفيد لك أن تكون لك رفقة طيبة, هذا مهم جداً, وأن تركزي على دراستك, وأن تسعي في الانخراط في الأنشطة الطلابية والثقافية والخيرية, ويا حبذا أيضاً لو حاولت أن تحفظي شيئا من القرآن الكريم, هذا إن شاء الله تعالى فيه عون كبير لك, وإن شاء الله تعالى هذه الظنون وهذه الشكوك وما وصفته بالحسد سوف ينتهي تماماً, وعليك أن تكوني حازمة مع نفسك, والإنسان حين يعرف ما به, وما هي عيوبه, وما هي نقاط الضعف والقوة في شخصيته, يستطيع أن يدعم ما هو قوي ويخلص مما هو سلبي, وهذا يساعد على تطور الذات.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، وأرجو أن تلتزمي التزاما قاطعاً بتناول الدواء, وأنا أؤكد لك أنه سليم, وأرجو أن أسمع منك بعد شهرين من الآن بعد أن تكوني قد تناولت الدواء بانتظام خلال تلك المدة.
وبالله التوفيق والسداد.
كما ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ) والتي تتحدث عن منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية ففيها مزيد نفع لك.
وبالله التوفيق.