فوائد الهندسة الوراثية وأضرارها واستخداماتها
2010-10-05 07:55:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ما هي الهندسة الوراثية؟ فقد قرأت عنها ولكن لم أفهم شيئاً عنها، أرجو التوضيح بصورة مبسطة وتفصيلية، كيف تم اكتشافها؟ وما هي فوائدها وأضرارها واستخداماتها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن مصطلح الهندسة الوراثية يعني الطريقة الهندسية التي من خلالها يتم تغيير الموروثات الموجودة داخل جسم الإنسان، وهذه الموروثات تسمى بالجينات، وهي مركبات يتميز بها كل إنسان عن غيره، وهي تتكون من مواد بيولوجية معينة، وتحمل شفرات خاصة تحمل سمات هذا الإنسان أو النبات أو الحيوان.
والهندسة الوراثية من الاكتشافات العلمية الجيدة جدّاً، والتي سُخرت لدرجة كبيرة لمصلحة الإنسان، وفي مجملها تقوم على إعادة تركيب الحمض النووي، والحمض النووي هو الذي يحمل الشفرات الجينية التي تميز كل إنسان.
وقد أفادت الهندسة الوراثية كثيراً في مجال المحاصيل الزراعية، حيث إنه أصبح بالإمكان ومن خلال تجارب علمية معينة داخل المختبرات أن يتم إنتاج نوع من البذور المحسنة جدّاً التي تقاوم مثلاً العطش، أي لا تتطلب كميات كبيرة من الماء، أو تقاوم أنواعاً معينة من الأمراض، أو يمكن استخلاص بذور محسنة تؤدي إلى إنتاج أكبر وأوفر من الغذاء.
وهذه الهندسة أيضاً استعملت في مجال الأدوية، فقد تم اكتشاف أدوية أفضل تناسب الإنسان، وحتى العلاج عن طريق الجينات – أي إبدال الجينات المريضة بجينات غير مريضة – أصبح الآن أيضاً من المستحدثات الطبية التي أفادت الإنسان كثيراً.
من الاكتشافات المهمة، في عام 1988م بدأ اكتشاف ما يعرف بالخارطة الجينية، حيث إن كل إنسان لديه جينات تميزه عن الإنسان الآخر، هذه الخريطة كبيرة جدّاً ومتسعة جدّاً وتحمل آلاف الجينات، ويعتقد أنه إذا تم اكتشاف الخريطة الجينية لكل إنسان يمكن بعد ذلك أن يُخصص العلاج الذي يفيد ذلك الإنسان، والآن تُعطى أدوية لبعض الناس ويمكن إعطاء نفس الدواء لشخصين تجد أحدهما يستفيد من الدواء بصورة ممتازة والآخر لا يستفيد منه إلا أن تكون فائدته جزئية.
اتضح أن هذا الفرق ناتج من الاختلافات الجينية، إذن إذا تم تحديد الخريطة الجينية التي تميز كل إنسان يمكن أيضاً تحديد الدواء الذي يناسبه.
ربما سمعت أخي الكريم عن الاستنساخ، وهذا أدى إلى كثير من اللغط والجدل واختلاف وجهات النظر حول حقيقته، وكثير من المهتمين بأخلاق المهن الطبية، وكثير من العلماء المسلمين وغيرهم أبدوا الكثير من الانزعاج حول الاستنساخ، ويُقصد به إنشاء صورة طبق الأصل من المادة التي يراد نسخها، وفي عام 1997م قام أحد العلماء في اسكتلندا باستنساخ نعجة مماثلة لنعجة أخرى والتي عرفت بالنعجة (دولي)، والاستنساخ لا يعني الخلق أبداً بأي حال من الأحوال، وقد أجمع العلماء على ذلك.
هذه ربما تكون فكرة مختصرة عن الهندسة الوراثية، والذي يُؤمل منها هو أن تساعد الناس كما ذكرنا في مجال علاج الأمراض وكذلك في إنتاج محاصيل أفضل وأجود وتقاوم التقلبات المناخية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.