هل يجوز الزواج عبر وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت؟
2004-03-07 06:12:05 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة، عمري 24 عاماً، تعرفت على شاب عن طريق النت، وطلب مني الزواج، وهو من بلدٍ عربيٍ بعيد، ولقد أخبرت أخي عنه فقال لي: أن أستشيركم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على طاعته تعالى، وتؤسسين معه أُسرة مسلمة مباركة.
فإنه مما لا شك فيه أن وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت قد وسع مجالات التعاون والتعارف بين الناس، وساهم في نشوء علاقات كثيرة بينهم، ووفر كمّاً هائلاً من المعلومات المفيدة وغيره المفيدة لمن يتعامل معه، ومن هذه العلاقات التي ازدهرت وانتشرت العلاقات الغير مشروعة، خاصة بين فتاةٍ وشاب يتبادلا أطراف الحديث لساعات طوال، دون أن يعرف أحدهما أي شيء عن الآخر إلا ما يوفره هذا الآخر من معلومات، وقطعاً يصعب الحكم على هذه المعلومات بالصدق؛ نظراً لصعوبة أو استحالة التأكد من ذلك، ونظراً للفراغ الذي يعاني منه الكثير من الشباب والفتيات، فيجدون في الإنترنت فرصة لقضاء هذا الفراغ في كلام لا ضوابط له ولا رقابة عليه، والغالبية منهم يقوم فقط على قتل الوقت والتسلية، خاصةً أول الأمر.
ثم قد تتطور العلاقة وتتحول إلى قصة حب عنيف غير مشروع، مجهول الهوية، وتصبح الفتاة –خاصة- أسيرة كلام هذا الإنسان الذي لا تعرف عنه إلا ما يوفره هو من معلومات عن نفسه، والتي غالباً ما تكون من نسج خياله هو، ولقد تمت فعلاً عمليات زواج عبر الإنترنت، إلا أنه مما يؤسف له أن نسبة فشلها بلغت 90% حسب آخر إحصائيات بعض المجلات العربية، وفوق ذلك ما ذهب إليه العلماء من حرمة وعدم جواز هذه العلاقة، وأنها محرمة شرعاً.
لذلك ننصح - أختنا الفاضلة - بضرورة الإقلاع والتوقف نهائياً عن هذه العلاقة؛ لأنها:
- أولاً: لا تجوز شرعاً.
ثانياً: هذا الشخص ليس في بلدك حتى يمكنك التأكد من صدقه وصحة كلامه، وخيرٌ لك أن يكون لك زوجاً من بلدك تعرفين أصله وفصله ودينه وخلقه وحسبه ونسبه.
فاتركي عنك هذا الأمر، وسلِ الله أن يرزقك زوجاً صالحاً من بلدك.
والله الموفق.