السؤال
لدي طفلة عمرها أربع سنوات ونصف تشاهد التلفزيون كثيراً ولا أستطيع منعها فماذا أفعل؟
لدي طفلة عمرها أربع سنوات ونصف تشاهد التلفزيون كثيراً ولا أستطيع منعها فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عبد القادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فإن هذه الابنة – حفظها الله تعالى – في عمر يمكنها أن تستوعب إذا شرحتم لها بلغة بسيطة ومقبولة المضار الذي يمكن أن تسببها المشاهدة المستمرة للتليفزيون، وبعد ذلك تقومون بإغلاق التليفزيون، فلابد أن يغلق، ولابد أن تعرف الطفلة أن هنالك حدودا لهذه المشاهدة، ومن الطبيعي أن تصرخ وأن تحتج، ولكن هذا قد يستمر ليومين أو ثلاثة وبعد ذلك سوف تتعود على الأمر.
الطفل حين نأخذ منه شيئاً يجب أن نعطيه شيئاً، نحن هنا سوف نأخذ منها قضاء وقت طويل مع التليفزيون، فنكافئها بالكلمة الطيبة وبتحفيزها وباحتضانها وبتقبيلها، إعطائها بعض الهدايا البسيطة، وهكذا، ونتركها أيضاً تنسجم مع الألعاب المفيدة ذات العائد الأكاديمي والتعليمي الجيد، وبعد أن تقوم الطفلة بهذه السلوكيات الإيجابية العامة يسمح لها بمشاهدة التلفزيون لفترة معينة، وأفضل أن يكون أحد من أفراد الأسرة – أنت أو والدتها – جالس بجانبها حين تشاهد التليفزيون، وذلك من أجل أن تشرح لها بعض الأمور التي تعرض كالأفلام الكرتونية وخلافه، وبعد ذلك يتم إغلاق التلفزيون بعد انتهاء الفترة المعينة التي حددت.
سيكون أيضاً من المفيد لهذه البنية - حفظها الله - أن تختلط ببقية الأطفال؛ لأن الطفل يتعلم كثيراً من الطفل الآخر ويرتاح له ويطور مهاراته اللغوية ومهاراته الإبداعية – وهكذا – فأرجو أن تتاح لها فرصة الاختلاط مع الأطفال الآخرين، وهي بلا شك أنها في عمر الروضة أو حتى في عمر الدراسة، فأرجو أن تعطي لذلك اعتباراً، وأنا أعرف تماماً أنك تعرف قيمة تفاعل الطفل مع الأطفال الآخرين، وأيضاً أعتقد عدم وجود اختلاط الطفلة بالأطفال الآخرين يجعلها دائمة التركيز على مشاهدة التلفيزيون لأنه لا يوجد شيء آخر يشغلها.
إذن المبدأ الأساسي هو أن يُشرح للطفل مضار التلفزيون بلغة مبسطة وبعد ذلك يغلق التليفزيون، ومهما احتجّت وصرخت بعد ذلك سوف تتعود على هذا الوضع، ولابد أن نكافئها، ونحدد لها وقتاً معينا لمشاهدة التليفزيون، وكما ذكرت لك الألعاب ذات الطابع التعليمي تعتبر أيضاً مفيدة جدّاً لهذه الابنة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن يحفظها وأن يقر عينك بها.
وبالله التوفيق.