السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دكتورنا محمد عبد العليم! أختي تُعاني من ابنتها وعندك الحل بإذن الله، فجزاك الله خيراً وأعانك على هذه الهموم التي تواجهها.
أختي عندها أربع بنات، بين كل واحدة فرق 3 سنين، الثانية منهن في الصف الرابع (أي عمرها 10 سنوات) جميلة الشكل وتتميز عن أخواتها بعينيها الخضراوتان، ومتفوقة في المدرسة والحمد لله، ولكن عندها مجموعة من السلوكيات المزعجة، فمنذ صغرها كانت دائمة البكاء لدرجة أنها ينقطع نفسها وتصبح زرقاء اللون من شدة البكاء، عرضتها أمها لأطباء وأجمعوا على عدم وجود أي مشكلة صحية بحمد الله (هذا عند ولادتها) تحسنت بعد 6 أشهر من الولادة، وظلت أمورها طبيعية وممتازة إلى أن أصبح عمرها 8 سنين (أي السنة الماضية) عادت للبكاء وهذه السنة زادت جداً جداً، وتبقى مستمرة في البكاء مع عصبية ونرفزة شديدة وكأنها تفقد أعصابها ولا تسيطر على انفعالاتها، وحتى في المدرسة يقولون عنها أنها دوماً محتدة مما يسبب لها مشاكل مع أخواتها باستمرار، وفعلاً تم استخدام جميع الأساليب من ترغيب وترهيب ولكن دون جدوى، بل بالعكس وترت جو البيت كاملاً، وأصبحت تُقلق والديها لخوفهم عليها؛ حيث أنها في آخر مشكلة هددت أختها الكبرى بأنها ستضربها بالسكين (طبعاً هي لم تحمل السكين أو أنها تؤذي أحداً لا سمح الله) أقصد تهديدها حين تغضب بالسكين، وتدعي على نفسها، أو أن تخرج من البيت ولا ترجع وهكذا.
على الرغم من أنها محبوبة من أعمامها وأخوالها وكل البيت من الجد والجدة وأيضاً بالمدرسة معروفة بتميزها ونشاطها بالإذاعة مثلاً وغيره من النشاطات، وتحفظ من القرآن والشعر، ولا تخجل من الظهور أمام المدرسة مثلاً، وتقول أمها أنها شديدة الملاحظة جداً ولا تنسى أي تفاصيل، وأيضاً لها صفة أنها لا تفضل السهر، وتستيقظ مبكرة جداً وتنجز كل المطلوب منها على أكمل وجه.
وأنا شخصياً كخالها لا أرى عندها مشكلة في الزيارات المتبادلة إلا حين تغضب تُصبح ربما عدوانية، لكن لم أرها يوماً تعتدي على أحد لا إخوتها ولا أقاربنا، وألاحظ قوتها بالحفظ، وحرصها على التميز بين أطفال أسرتنا، وأيضاً تحب النظافة جداً، وتفضل أن تبقى لديها النقود، وطبعاً مستعدة أن تعطي أخواتها مما معها أو أياً كان.
فما رأيكم؟ ولماذا هذه التصرفات؟ وما المطلوب؟ أمها تقول لك وبكل صدق: ماذا تفعل وستقوم به إن شاء الله؟ وخصوصاً أنها معلمة وتربوية وأيضاً عندها من المشاغل ما يكفي، وأيضاً بدأت أخواتها يقلدونها بالبكاء المستمر.
لا تتخيل يا دكتور محمد مدى خوف وقلق أمها عليها، وكم تحلل وتحلل؟ وتقول: لماذا هذا؟ وما الحل والبديل؟ والحمد لله البنات لسن محرومات من أي شيء، على الرغم من ضيق البيت حيث أنه فقط غرفتان...لا أدري هل لذلك أثر؟ لكن الأمور الأخرى كلها سليمة، وأنا قلت لها أن الحل على يدك طبيبنا بإذن الله، فجزاك الله خيراً، ولا تبخل عليها بالإرشادات، ولك من الله خيراً الجزاء.