السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا مصابٌ بمرض الصدفية، ونصحني كل الأطباء أن أستعمل كبسولات (Sandimmun neoral 100mg)، وبحمد الله قد اختفت الصدفية تماماً، ولكني أخاف أن ترجع لي مرة أخرى، فما الحل؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا مصابٌ بمرض الصدفية، ونصحني كل الأطباء أن أستعمل كبسولات (Sandimmun neoral 100mg)، وبحمد الله قد اختفت الصدفية تماماً، ولكني أخاف أن ترجع لي مرة أخرى، فما الحل؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ/ شحاتة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قبل البدء بالإجابة عن السانديميون (ونرجو أن تصبر على طولها لأهميتها) أود أن أقول بأنه لا يوجد علاج أفضل للصدفية، بل يوجد علاج أنسب، فما يناسب حالة قد لا يناسب الأخرى، كما أن العلاج الأنسب هو الذي يتوافق مع شدة الحالة وظروفها، وكذلك هو الذي يأخذ بعين الاعتبار العوامل المهيئة والعوامل المثيرة للمرض، ولذلك فأنا أفضل أن نراجع موضوع الصدفية باختصار، ونتبعه بذكر العلاجات المناسبة لكل نوع، ثم ترجيح الأنسب، ثم مناقشة السانديميون بشكل مستقل:
1- الصدفية من الأمراض المزعجة لصاحبها ولمن حوله إن لم يعلموا ماهية المرض، أما لو فهم المريض ومن حوله الآلية التي يتطور فيها المرض لهان الأمر، ولأصبح التعامل أكثر يسراً، إذن: الأمر يحتاج إلى تعليم وتثقيف.
2- علينا أن نتذكر أن الصدفية مرض مزمن وهو قدر ملازم، ولكن تتفاوت شدته حسب العوامل المهيئة وما قيل في أسبابه أنها غير معروفة، ولكن قد يكون الصداف وراثياً كصفة جسمية قاهرة، وقد يلاحظ متواتراً في بعض العائلات.
وهناك دليل على أن الوراثة جسـمية قاهـرة وحيدة المورثة.
3- في الآفات الصدافية التقليدية تنضج الخلايا الكيراتنية بشكل أسرع، وتصل إلى سطح الجلد بوقت أقصر من الطبيعي.
4- قبل البدء بالعلاج علينا أن نتعرف على العوامل المؤهبة لتفاديها قبل الشروع في العلاج.
5- فمن العوامل المؤهبة:
A. الرضوض والإصابات.
B. الإنتانات.
C. العوامل الغدية الصماوية:
D. أشعة الشمس.
E. العوامل الاستقلابية.
F. الأدوية.
G. العوامل النفسية.
6- معالجة الصداف:
يمكن للطبيب الممارس العام أن يعالج بعض حالات الصداف، ولكن استشارة اختصاصي الأمراض الجلدية قد تكون ضرورية، خاصة في الحالات التالية:
الآفات المنتشرة والواسعة الانتشار.
الآفات المتوسفة والارتكاسات الأحمرية.
الصداف البثري.
الآفات المتكررة.
7- طرق المعالجة:
1 ـ الوسائل غير النوعية والعامة:
- الراحة.
- الابتعاد عن البيئة المقلقة.
- طمأنة المريض مهم جداً، إعلام المريض وأهله أن هذا النوع من المرض الجلدي غير معد، ويمكن علاجه ويحتاج إلى قليل من الصبر.
2 ـ العلاجات الموضعية:
إن الطرق الفعالة للمعالجة هي البدء بهدوء باستعمال المركبات البسيطة التي تتناسب مع الحالة المرضية فمثلاً:
الحالات البسيطة من الصداف قد لاتحتاج أكثر من مطريات بسيطة للجلد، أو ستيروئيد خفيف موضعياً مثل مرهم الهيدروكورتيزون، أو بالمشاركة مرهم الستيروئيد مع حمض الصفصاف أو القطران.. ورغم أن ذلك يمكن أن يعطي نتائج جيدة في الأعمار الأكبر، فإنه يجب الحذر الشديد عند وصف هذه المشاركات خاصة عند الأطفال.
النتائج الممتازة يمكن الحصول عليها بالستيروئيد الموضعي المغطى بضماد كتيم أو استخدام ( Cordran tap )؛ ولكن تحت إشراف طبي.
صداف الوجه والسطوح العاطفة ( الثنيات ):
يجب الحذر الشديد عند معالجة آفات الوجه والسطوح العاطفة والأعضاء التناسلية، نتيجة للمضاعفات التي قد تحدث من مركبات القطران والستيرويدات خاصة المركزة، إذ يجب استخدام الستيروئيد الخفيف، حيث إن الستيرويدات القوية يمكن أن تسبب مضاعفات أكثر موضعياً للجلد المتهتك في كل حالة.
3 ـ الفيتامين" D3 "ومشابهاته ( Calciptrol ) مرة يومياً، وقد يعطي نتائج جيدة، خاصة عند مشاركته مع الستيروئيد الخفيف مع حمض الصفصاف، حيث تستخدم تلك المركبات الموضعية مرتين يومياً.
4 ـ السورالين مع Puva أو التعرض لأشعة الشمس.
يجب الحذر من استخدام ( Puva وPuvb ) كنمط معالجة بسبب التأثيرات الجانبية وتفاقم الآفات في بعض المرضى، حيث إن هذه الأدوية لا تستطب للأعمار الصغيرة أقل من 12 سنة.
5 ـ الميثوتركسات:
الميثوتركسات يجب أن تستخدم تحت المراقبة الشديدة وبعد استقصاءات كاملة، خاصة تعداد الدم ووظائف الكبد.
6 ـ الستيرويدات القشرية:
يجب استخدامها بحذر شديد، الجرعات الكبيرة من البريدنيزولون، يتلوها انقطاع فجائي في المعالجة قد يؤهب لحدوث الصداف البثري المعمم.
7 ـ الرتينويدات:
مصطلح "رتينوئيد" يطبق لعائلة من مقلدات الفيتامين A الطبيعية والمصنعة.
8 ـ سيكلوسبورين:
من 1- 6 ملغ / كغ وزن الجسم / يوم، وجد أنه يحسن الآفات المعندة والبثرية عند البالغين، ويجب عدم سحب الدواء الفجائي الذي قد يؤدي إلى نكس سريع.
التأثيرات الجانبية تحتاج لحذر أثناء المعالجة.
9 ـ أدوية أخرى تستعمل في علاج الصداف:
الكلوفازيمين، الدابسون والسولفابيريدين.
10- أخيراً: العلاجات الحيوية الجديدة (مثل الاميفيف وانبريل والهيوميرا والراميكيد والرابتيفا)، ولكنها غالية جداً وغير متوفرة في الأسواق، فالحقنة الواحدة قد تصل كلفتها إلى ألف دولار، ويحتاج المريض منها 12 حقنة على الأقل، وتسيطر على المرض لمدة سنة على الأكثر.
11- ويجب التأكيد على أن العلاجات عن طريق الحقن أو عن طريق الفم تستعمل كلها تحت إشراف طبي، ولا داعي للعلاجات الشعبية التي لا تدخل فيها الدراسات بشكل كافي.
12- ومن المهم التأكيد أن هذا المرض غير معد ولا مؤذ، ويمكن للمصابين به أن يكونوا عباقرة أو نوابغ أو مسؤولين أو وزراء أو مدراء أو مربين ناجحين ومؤثرين في النشء وفي المجتمع.
13- ونذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
14- ولا يسعنا إلا أن نقول: اللهم اشفنا وعافنا نحن وجميع مرضى المسلمين، واكتب لهم أجر الصبر على هذا المرض.
إن السايكلو سبورين أو السانديميون من العلاجات المفيدة، وهو ليس شفاء بل سيطرة على المرض وشدته.
ولا أريد أن أكون متشائماً بل واقعياً، لأن إيقاف الدواء قد يعتبر رفعاً للسيطرة على المرض، وبالتالي فإنه قد يعود بعودة العوامل المحرضة أو المؤهبة، وذلك بعلم الله، ويجب التأكيد على أن هذا العلاج مكلف من ناحية، كما أنه له تأثيرات جانبية على مدى الزمن، ولذلك ينبغي ألا نعيش عليه حياتنا، بل نستخدمه عند الأزمات والضرورات، ونفحص ضغط الدم بشكل دوري، ونعاير نسبة السيروم كيرياتينين، وعلينا ألا نستمر عليه أكثر من 6 أشهر، وفي بعض الأحوال 12 شهراً إلا لضرورة، وبعدها نعود للعلاج المحافظ في هدأة المرض.
وأما عدم عودة المرض فهذا حلم المرضى والأطباء على حد سواء، ولكن ما باليد هو تجنب العوامل المرضية لظهوره، والمتابعة الدورية مع طبيب أمراض جلدية ثقة وتنفيذ تعليماته.
نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.