الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الصلع وعلاجه

السؤال

لدي مشكلة سقوط الشعر (الصلع) - فما هي الأسباب وكيف يمكنني علاج ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلينا أن نحدد أولاً هل أنت تشكو من الصلع أم من تساقط الشعر وفقدان كثافته لأسباب غير الصلع.

إن الصلع الذي يصاب به الذكور عادة أو ما يسمى بالصلع الوراثي، أو تناقص كمية الشعر عند الذكور وفق توزع مشهور، هي الأسباب الأكثر شيوعاً لحالات فقدان أو نقص الشعر.

وعلينا أن نعلم أنه يمكن أن تتم الوراثة من جانب الأم أو من جانب الأب، والنساء اللاتي يصبن بهذا الداء الوراثي يشكين من تضاؤل كمية الشعر، ولا يصبن بالصلع الكامل، وتعرف هذه الحالة طبياً بـ (الخاصة الذكارية)، وتبدأ في فترة المراهقة وفي العشرينات أو الثلاثينات من العمر.

ويبدأ الصلع الوراثي بتساقط الشعر من على جانبي مقدمة الرأس، ويستمر ذلك زاحفاً إلى الخلف تاركاً مناطق خالية من الشعر، وقد يستمر التساقط، إذ تقل المساحة المغطاة بالشعر، وفي بعض الأحيان يُفقد معظم الشعر عند سن الخامسة والعشرين، ورغم ذلك قد لا يأمن من خطر تساقط البقية من الشعر، إلا أن الوضع غالباً ما يستقر ويتأخر التساقط إلى ما بعد الأربعين.

إن وجود قصة عائلية من الصلع وخاصة قريباً درجة أولى يشير إلى أن الصلع سيحتاج إلى إمكانيات أكثر للتغلب عليه.

ويجب التفكير بأسباب سقوط الشعر الأخرى، وفحص جلدة الرأس، والتأكد من عدم وجود احمرار أو قشرة أو أي مرض أو تظاهرة تبرر سقوط الشعر، ويجب مراجعة القصة المرضية، وهل هناك فقر دم أو سوء تغذية أو نقص تناول البروتينات، وهل هناك أمراض مزمنة.... إلخ.

ويجب التذكر أن الإنسان الطبيعي يفقد (10%) من شعره كل (10 سنوات)، أي أنك بهذا السن فقدت ما يعادل تقريباً 30 - 35% من كثافة الشعر.

وأما للعلاج فهناك عدة طرق لعلاج تساقط الشعر الوراثي، وتعتمد الطرق العلاجية على عمر المريض ودرجة تساقط الشعر.

فالغسل المتكرر يفيد من عدة نواحي لإيقاف المشكلة، وذلك بتخفيف الإفرازات الدهنية، والتي تؤدي بدورها للحاصة الدهنية - الحاصة أي الجازة أو الحالقة -، ويفيد بسبب الدلك أثناء وبعد الاستحمام، وكذلك بسبب التخلص من الالتهابات التي قد تجز -أي تحلق- الشعر فتنقص كثافته.

كما ويعتبر عقار (المينوكسيديل) الذي طرح في الأسواق العالمية منذ أوائل الثمانينات الميلادية من أوائل نتائج الأبحاث التي أعطت نتائج مشجعة في حوالي (60%) ممن استخدم هذا العقار، ويستخدم للرجال والنساء، ولكن يجب التأكيد على أن الشعر ينمو، ما دام أن العلاج يستعمل، حيث أنه قد يسقط الشعر المكتسب منه خلال عدة أشهر من إيقافه.

في السنوات الأخيرة ومع تواصل الأبحاث اكتشف علاج جديد يعطى عن طريق الفم (فنيستراد)، ويجب أخذه تحت إشراف طبي ويعطى فقط للرجال.

ولا ننسى أن مركبات (البيبانثين) الموضعية هي اختيار جيد ورخيص وقد يفيد، ولكنه بالتأكيد أقل فاعلية من غيره في الصلع، ولكنه مفيد في الحالات العامة لسقوط الشعر أكثر منه في الصلع.

كما أن زراعة الشعر تطورت في السنوات الأخيرة، وتتم عن طريق غرس بصيلات الشعر في المناطق الخالية من الشعر.
أخيراً: إن كان لابد من الصلع -أي إن لم نجد القدرة المادية على العلاج المستمر أو الزراعة وهي مكلفة أيضاً- عندها نقول: ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، أي أن القناعة هي أرخص الأدوية وأسرعها وليس لها آثار جانبية، هذا لما لا حل له، ولا يعني ذلك عدم السعي لحل المشكلة، ولكن علينا ألا نقدرها بأكبر من حجمها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عادل فؤاد

    جزااك الله كل خير

  • السعودية محمد

    جزاك الله خيرا

  • أوروبا محمد المصري

    حفظ الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً