الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالاكتئاب في الصباح وأتحسن في المغرب.. ما العلة؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 16 سنة، كنت مريضًا بالوسواس القهري في شهر 6، فذهبت للطبيبة النفسية فكتبت لي (Faverin 100)، حبتين في اليوم صباحًا ومساءً، وكتبت (Elbaluran 80)، حبة في اليوم، ثم في الزيارة الثانية للطبيبة، عندما تحسنت حالتي قليلاً، زادت جرعة Faverin إلى ثلاث حبات في اليوم. أكملت على هذا العلاج حتى شهر 9، وتحسنت حالتي من الوسواس جدًا، ولكن أصبت بأعراض اكتئابية.

أصبحت لا أستمتع بالنشاطات اليومية كالسابق، ولا أستمتع بمشاهدة الفيديوهات ولا اللعب، وأشعر بضيق في صدري من حين لآخر، ولم أستطع أن أدرس أو أستوعب شيئًا من الحصص.

كتبت لي الطبيبة علاج اكتئاب، وأنا مستمر عليه منذ أكثر من شهر، ولكنه لم يفعل شيئًا حتى الآن، ولكن شيئًا غريبًا بدأ يحدث معي، وهو أنه في كل صباح أصبحت تأتيني ضيقة في صدري قوية جدًا، لا أستطيع أن أفعل أي نشاط في ذلك الوقت، وأحس بفرط في الحركة، فأهرب من هذه الحالة بالنوم، حينما أستيقظ قبيل الظهر يخف هذا الإحساس ولكن يبقى الاكتئاب، فأصلي العصر، وأنام ثانية حتى المغرب.

في المغرب -سبحان الله- أشعر بتحسن كبير جدًا، أشعر بالاستمتاع والحيوية، أفعل النشاطات، ولاحظت أن هذا التحسن يستمر معي حتى الفجر، للأسف أصبح روتيني من الساعة الخامسة مساءً حتى السادسة صباحًا، ومن السادسة صباحًا حتى الساعة الخامسة مساءً أنام، مع ضبط منبه على وقت الصلوات كي أصلي.

لا أدري ما هذه الحالة الغريبة التي لدي! لماذا أشعر باكتئاب في الصباح وعندما يكون هناك نور للشمس، بينما أرتاح ويكون هناك سكينة في ظلام الليل؟ وبالطبع هذا الروتين يتسبب بغيابي عن المدرسة، حتى أنني مرة ذهبت وأصبت بالحالة الاكتئابية هناك، فلم أستطع الإكمال، فاستأذنت ورجعت إلى البيت فورًا ونمت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zeyad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

اطلعت على رسالتك، وكل التفاصيل التي وردت فيها، وسؤالك محدد وهو: لماذا تشعر بالاكتئاب في الصباح؟ ولماذا تشعر بالاكتئاب عندما يكون هنالك نور، أو ضوء للشمس، ونرتاح في أوقات الظلام؟

أيها الفاضل الكريم: من طبيعة الاكتئاب النفسي البيولوجي أن يكون في فترة الصباح، هذا مرتبطٌ بإيقاع وتنظيم الموصلات العصبية المرتبطة بالدماغ، وهذا شيء معروف، وهذا نعتبره اكتئابًا بيولوجيًا حقيقيًّا، لكن هذا نادر جدًّا في مثل عمرك.

والشيء الآخر بالنسبة لتحسس الإنسان من الاكتئاب أثناء ضوء الشمس، لا أرى رابطاً لهذا أبدًا بالاكتئاب النفسي، على العكس الشيء المعروف -خاصةً في الدول الإسكندنافية- أن بزوغ الشمس يُقلِّل كثيرًا من الاكتئاب النفسي.

في بعض الحالات: بعض الناس يكون لديهم نوع من الصداع النصفي المرتبط بأشعة الشمس، أو الضوء عمومًا، وهذا قد ينتج عنه بعض الاكتئاب، هذا هو التفسير الوحيد الذي أستطيع أن أزودك به.

أيها الفاضل الكريم: في مثل عمرك هذا لا أريدك أبدًا أن تعتمد على العلاجات الدوائية، تتناول الفافرين بجرعة 300 مليجرام ودواء آخر؛ هذا أمر لا نستحسنه أبدًا غالبًا.

راجع طبيبتك، ودعها تضع لك الخطة العلاجية بأقل جرعة من الدواء، ويكون هنالك تركيز على العلاجات النفسية الإرشادية السلوكية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً