الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر بتطليق زوجتي لتجرؤها علي ولكني أتراجع.. فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ 5 سنوات بابنة خالي التي تصغرني بسبع سنوات، وعندي طفلة، في البداية كانت علاقتنا جيدة، وبعد فترة تغير كلامها معي، أصبحت جريئة وتقول أي شيء، ولا تبالي بردة فعلي، أو التأثير النفسي لكلامها، وتطلب الطلاق دائمًا!

بعد تدهور وضعي المادي، أصبحت مادية، وكل شيء أصبح بعيدًا عن متناول اليد بسبب الوضع المتدهور، وتكره أسرتي، وتتحدث عنهم كثيرًا، ولا ترى إلا الأشياء السلبية فقط. علمًا أنها مقصرة بواجباتها الزوجية، ولا تحترمني، ولا أنكر بأني أحبها، وأني ارتكبت ذنبًا في الماضي وصارحتها به، وتناسينا الموضوع.

أحيانًا أفكر بتطليقها وأتراجع، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يخفى على أمثالك -أخانا الكريم-، أن الخال في منزلة رفيعة، وأن بنت الخال من أقرب الناس إلى الإنسان، وأنت مع ذلك أيضًا تحبها فلا تفرط فيها، واصبر عليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعمر داركما بالمال والعيال، وأن يصب عليكما الخير صبًا.

ونوصيك بالحرص على الصلاة، والاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والإكثار من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، كثرة التسبيح، فإنها مفاتيح للرزق، فالاستقامة على شرع الله سبب للخيرات، وحرِّض زوجتك على أن تكون مطيعة لله تبارك وتعالى، وأكثرا التوجه إلى الذي بيده ملكوت كل شيء، ونسأل الله أن يعينكما على الخير.

وأيضًا من المهم أن يبذل الإنسان الأسباب المادية، حتى يحسن وضعه المادي، فالمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، القائل: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه..}، وقال: {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله..}، فطلب الرزق يحتاج إلى سعي، ولا نؤيد فكرة الاستجابة للطلاق، أو التفكير في الطلاق، سواء طلبت الطلاق أو فكرت أنت فيه، لأن الطلاق لن يكون حلًا مع وجود هذه الطفلة، وسيؤثر على صلة القربة التي بينكما.

وعليك أن تقبل هذه الزوجة بما فيها من إيجابيات وما عندها من سلبيات، أشرت إليها بالجرأة في كلامها، والإساءة لأهلك، أما أهلك فهم أهلها، ويؤسفنا أن يحدث هذا كثيرًا في البيوت، ولكن إذا ذكرك الشيطان بما فيها من السلبيات، فتذكر ما عندها من الإيجابيات، وتذكر المعيار الشرعي: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر"، ولا بد أن تعرف لها فضلها في تناسيها لأشياء المؤلمة أيضًا من الموقف الذي مر، وكل ذلك يدعوك إلى الإمساك عليها، والمحافظة عليها، وتذكيرها بالله تبارك وتعالى، وأرجو أن يكون هناك اهتمام بهذه الطفلة، ونسأل الله أن يعينكما على الخير.

إذًا نحن نريد أن نقول: لو أن كل إنسان تحصل له أزمات أو مشكلات يريد أن يطلق، ويريد أن يخرب بيته، لما بقيت الكثير من البيوت، فالدنيا دار الابتلاء، والإنسان فيها في صعود وهبوط، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر لكما، وأن يقدر لنا ولكما الخير، ثم يرضيكما به.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً