الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروع زوجي تزداد ديونه وهو لا يبالي!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ 7 سنوات، وزوجي رجل طيب وصالح، ولدينا طفل -والحمد لله-، نحن لا نقيم في بلدنا، ونعيش في منطقة أخرى، منذ حوالي سنتين قرر زوجي التوقف عن العمل لدى الآخرين، وافتتح محل مأكولات صغير، وهو مجال عمله منذ 20 عامًا، ولكن رأس المال كان صغيرًا، ولا يتعدى 300 دولار.

زوجي يصرف على المنزل قدر استطاعته، ولكنه كتوم، فجأة اكتشفت أن المحل يعاني من خسائر، وعليه ديون تتجاوز 500 دولار، رغم أن راتبي كاملاً أعطيه له ليسد مصاريف المحل من إيجار وماء وكهرباء، بالإضافة لمتطلبات المنزل، ومنذ ذلك الحين، نحن في خلاف مستمر حول ضرورة إغلاق المحل والعمل لدى الآخرين، حيث إن راتبه سيكون كافياً، ولن تتراكم علينا الديون، لكنه يرفض بشدة، ويصر على استمرار المحل حتى لو زادت الديون، معتقدًا أن جميع المشاريع تمر بضائقة مالية ويجب الصبر.

أنا أراه يغرق أكثر في الديون يومًا بعد يوم، وهو يبرر ذلك بأنه صبر وأنه يسعى، والباقي على الله، لست متأكدة كيف أتعامل مع هذا الوضع، هل أصبر معه وأراه يغرق في الديون، أم أتخذ موقفًا حازمًا تجاه المحل؟ كل من حولنا يرون حاله ويحاولون إقناعه بالإغلاق، لكنه يزداد عنادًا.

الغريب أنه يرى وضعنا المتدهور ولا يبالي، ويطمئن نفسه بالقول: إن هناك من هو مديون بآلاف الدولارات، وأنا أحاول أن أشرح له أننا لسنا في وضع مادي يسمح بذلك، وأننا نعتمد فقط على الله.

أرجو منكم المشورة، ماذا أفعل؟ علماً بأن سبب خسارته يتضمن أنه يخجل من طلب المال، ويبيع بالدين، ويشتري اللحوم بالدين أيضاً، بالإضافة إلى أن المحل صغير جدًا (لا يتجاوز 4 أمتار)، ومع ذلك يوظف 3 عمال، ومتطلباتهم كثيرة وتتجاوز قدرة المحل على تغطيتها، أشعر أن تعبه يذهب سدى.

ادعوا لنا بالرشد والهداية والخير، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يصلح حال زوجك، وأن يوسع عليه، وأن يصلح حالكم، إنه جواد كريم، وبعد :

لا شك أن حديثك وتخوفاتك لها حظها من النظر، خاصة والخسارة -كما قد فهمنا- دائمة، وهذا ما يرهق ميزانية البيت، ولكن عند اتخاذ قرار ما، لا بد من دراسة الآثار السلبية والإيجابية؛ لأن دفع الضرر الأشد بالأدنى مقدم.

الآثار السلبية للعمل الحالي:
1- ديون متراكمة.
2- ساعات عمل طويلة.
3- ليس هناك أفق واضح، أو دراسة جدوى لمعرفة اعتدال ميزان الصرف فيه.

الآثار السلبية لغلق المحل والعمل في مكان آخر عند الناس:
1- التدهور النفسي: فمن خلال حديثك، فإن الزوج من الشخصيات التي لا ترتاح في العمل عند الناس، لذلك قد يقبل بالخسارة العارضة، في مقابل ألا يعمل عند الغير.
2- عدم التأقلم -إن حدث إغلاق المحل- مع العمل الجديد؛ لأنه اعتاد منذ فترة أن يكون هو صاحب القرار، وعسير على المرء أن ينتقل من حال أعلى إلى حال أدنى.
3- اهتزاز العلاقة الأسرية والاجتماعية له في البيت؛ لأنه سينظر إليك على أنك السبب في اتخاذ هذا القرار، وهذا يعني أنه كلما عانى -ولو معاناة بسيطة- سيفكر حتمًا سلبًا في المتسبب الرئيس، وهو أنت.

هذا هو الوضع -أختنا- لذا ننصح بما يلي:
1- زيادة فتح منافذ أخرى للتسوق، مع ضرورة الإعلان، وتكثيف ذلك عبر الوسائل المتاحة، ويمكنكم الاستعانة بأهل الاختصاص في ذلك.
2- أخذ تعهدات ملزمة بعدم البيع بالدين.
3- ترشيد النفقات في المحل: عوضًا عن إقناع الزوج بالمحل الذي يحبه، أقنعيه بأن يرشد النفقات، فالعمالة يمكن أن تقل، أو تكون مناوبات، وبذا تقل الرواتب.
4- بالإمكان توكيل أحد العمال بمتابعة مواضيع الدين؛ إذا كان زوجك كما ذكرت يعاني من الخجل.

بهذه الأربعة قد ينعدل الميزان بأمر الله تعالى، ولا يفقد الزوج محله، ولا تضطرب نفسيته.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك في عمرك، وأن يصلح أحوالكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً