الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تكيسات المبايض تؤدي إلى العقم أو تأخير الحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة أبلغ من العمر 27 سنة، تزوجت منذ 6 أشهر، وأعاني من تكيس المبايض وغياب الدورة، قبل الزواج تناولت أقراص منع الحمل، مع glifor لمقاومة الأنسولين، ثم توقفت عنها، وكانت آخر جرعة لأدوية منع الحمل قبل الزفاف بأيام، بعد استشارة الطبيب ورغبتي في الحمل.

أتت الدورة بعد أيام من زواجي، وبعدها انقطعت الدورة، ذهبت للطبيب عدة مرات، وأعطاني دواء لإنزل الدورة، وأخبرت الطبيب حول رغبتي في الحمل فأعطاني دواء منشطاً klomen، قرصًا واحدًا من اليوم الثاني للدورة، ودواء dupbaston في اليوم 16 للدورة، وقال: سوف تأتي الدورة بعد هذا الدواء، وفي حال الحمل أو عدمه فالدواء يساهم في تثبيته.

أكملت ثلاثة أشهر وأنا أتناول الوصفة، وتواصلت مع الطبيب وطلب مني زيارته قريبًا، وقرأت كثيرًا أن تكيس المبايض يؤدي إلى العقم بنسبة كبيرة، وفرص الحمل قليلة معه، وخاصة بعد فشل المنشط، فأنا أبكي كثيرًا خوفًا من ذلك، وعمري يكبر.

علمًا أني توقفت عن دواء glifor، بالإضافة إلى أن وزني بعد الزواج زاد من 59 إلى 69، كذلك والدتي عانت من التكيس ورزقت بي عن طريق المنشط، وأنا ابنتها البكر، فأرجو نصحي، وهل هناك أمل في الحمل؟ وأني لن أضطر للحقن المجهري؟ فأنا أسعى لإنقاص وزني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تكيس المبايض مرض يعتمد في علاجه في الأساس على إنقاص الوزن، حيث إن التكيس معناه: عدم قدرة البويضات على الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، فيقل مستوى هرمون بروجيستيرون؛ بسبب ضعف التبويض، وتتأخر الدورة الشهرية عن 34 يوماً، وقد يتساقط الشعر، ويظهر في بعض الأماكن غير المرغوب فيها، وتظهر الحبوب في الوجه. وقد يصاحب التكيس ارتفاع في هرمون الحليب، وكسل في وظائف الغدة الدرقية، وارتفاع في هرمون الذكورة,

العلاج الموصوف جيد، مثل: مقاوم الإنسولين، وحبوب دوفاستون التي تساعد في بناء بطانة الرحم، ويتم تناولها في النصف الثاني من الشهر مع منشط المبايض، لكن الأمر يحتاج الآن إلى التوقف عن العلاج، لإجراء تحاليل هرمونات، وسونار المبايض والرحم.

والتحاليل تشمل: الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH، وهرمون الحليب prolactin، وهرمون الذكورة total and free testosterone، وهرمرون DHEAS، وفحص مخزون البويضات AMH، وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وهرمون FT4، مع ضرورة فحص هرمون progesterone في اليوم 21 من بداية الدورة الشهرية، والذي ينقص بشدة مع ضعف التبويض، مع ضرورة عمل سونار على الرحم والمبايض، وعرض نتائج التحليل والسونار على الطبيبة المعالجة، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

الأمر الأهم في علاج التكيس هو العمل على إنقاص الوزن من خلال حمية الصيام المتقطع، ومعناه: تناول وجبة العشاء في 7 مساء، وتناول وجبة الإفطار في 10 - 11 صباح اليوم التالي، وبالتالي يمكن الصيام من 15 - 16 ساعة، ومسموح شرب الماء، والمشروبات الساخنة الخالية من السكر في تلك المدة الزمنية، وبالتالي سوف يضطر الجسم إلى الحصول على الطاقة من المخزون الدهني، فيقل الوزن.

وهناك حمية البحر المتوسط التي تعتمد على تناول البروتين الحيواني والنباتي والخضروات، مع تجنب المخبوزات، والامتناع عن السكر تمامًا، مما يساعد الجسم على الحصول على الطاقة من المخزون الدهني، فيقل الوزن، وتتنظم الدورة الشهرية، وتزيد فرص الحمل -إن شاء الله- بعدها.

وفي أثناء فترة الحمية، من المهم العودة إلى تناول حبوب جلوكوفاج 500 مليجرام، مرتين في اليوم، مع حبوب منع الحمل ذات الهرمونين (قرصًا واحدًا) يوميًا لمدة 21 يوماً، ثم التوقف لحين نزول الدورة الشهرية، ثم الغسل، ثم تناول الشريط التالي وهكذا، وفي نهاية الشهور الستة -ومع نقصان الوزن-، يمكنك تناول حبوب دوفاستون، ومنشط المبايض، ومفجر البويضات كما في السابق، من خلال المتابعة مع الطبيبة المعالجة.

وندعو الله لكما بالصحة والعافية والذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً