الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع تفوقي في الدراسة إلا أن والدي لا يعجبهما ذلك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب، عمري 16 سنة، متفوق جدًا في الدراسة، وحققت إنجازات فيها، ومع ذلك أبي وأمي لا يحترماني، ويشعران بأني فاشل، ويريدان المزيد مني دون أي شكر أو ثناء، ويحاسباني على الأخطاء البسيطة الخارجة عن إرادتي بقسوة، حتى أصبحت أكرههما، وأتمنى الموت، ولا أريد تحقيق أي شيء آخر في حياتي.

الرجاء مساعدتي، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على مشاركتك لمشاعرك وتجربتك، ونتفهم أن ما تمر به يمكن أن يكون صعبًا ومؤلمًا للغاية، ومن الواضح أنك تبذل جهدًا كبيرًا في دراستك وحققت إنجازات رائعة، وهذا شيء يجب أن تفخر به.

الشعور بعدم التقدير من الأهل مع القسوة في التعامل يمكن أن يسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا، وسنقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في التعامل مع هذه الظروف:

- حاول التحدث مع والديك بصدق وهدوء عن مشاعرك، قد لا يدركان تمامًا للأثر الذي يتركانه عليك، اختر وقتًا مناسبًا للحديث، واشرح لهما كيف تشعر وما تحتاجه منهما لدعمك.

- ابحث عن طرق لتخفيف التوتر والضغط النفسي، قد يكون من المفيد ممارسة الرياضة، أو الهوايات التي تستمتع بها، أو قضاء وقت مع أصدقاء داعمين.

- تذكر دائمًا أن إنجازاتك وجهودك هي مصدر فخر كبير بغض النظر عن ردود فعل الآخرين، اعمل على تعزيز ثقتك بنفسك، وكن فخورًا بما حققته.

- إذا كنت تشعر بأن الأمور تزداد سوءًا، وأنك بحاجة لمساعدة إضافية؛ ففكر في استشارة متخصص يمكنه تقديم الدعم المهني.

- عليك أن تتحلى بالصبر، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، الصبر على الأذى وتحمل الصعاب هو من أعظم العبادات، والله سيكافئك على صبرك.

- استمر في بر الوالدين على الرغم من الصعوبة، حاول الحفاظ على احترامك وبرك لوالديك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه)، قيل: من يا رسول الله؟ قال: (من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)، [صحيح مسلم].

- توجه إلى الله بالدعاء، واطلب منه العون والصبر والهداية لك ولوالديك، الدعاء يمكن أن يكون مصدر قوة كبيرة ويمنحك الطمأنينة، وتذكر قصة سيدنا إبراهيم الخليل مع أبيه الذي كان يؤذي إبراهيم ولا يستجيب له، وبالرغم من ذلك كان إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- حريصًا على مصلحة أبيه، وصبر على ذلك كثيرًا، تأمل هذه الآيات: {رَبِّ هَبۡ لِی حُكۡمࣰا وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـٰلِحِینَ ۝٨٣ وَٱجۡعَل لِّی لِسَانَ صِدۡقࣲ فِی ٱلۡاخِرِینَ ۝٨٤ وَٱجۡعَلۡنِی مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِیمِ ۝٨٥ وَٱغۡفِرۡ لِأَبِیۤ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلضَّاۤلِّینَ ۝٨٦ وَلَا تُخۡزِنِی یَوۡمَ یُبۡعَثُونَ ۝٨٧ یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ ۝٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ ۝٨٩} [الشعراء ٨٣-٨٩].

وإليك بعض الخطوات العملية:

1- ضمن جدولك اليومي لديك، لابد أن تكون هناك أوقات للراحة والقيام بأشياء تحبها، فلا تدع الضغط الدراسي أو العائلي يأخذ كل وقتك.

2. حاول كتابة مشاعرك وأفكارك في دفتر؛ هذا يمكن أن يساعدك في تنظيم أفكارك، وتفريغ المشاعر السلبية.

3. حاول العثور على شخص يمكنه الاستماع إليك؛ مثل: مرشد مدرسي، أو أحد أفراد العائلة الذين تثق بهم.

تذكر أنك لست وحدك في هذا، وأن الله معك دائمًا، نسأل الله أن يفرج همك، ويمنحك القوة والصبر للتغلب على هذه التحديات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً