أنا شعري يتقطع من الأمام بسبب الحجاب، ففي اليوم أرتدي الحجاب أكثر من ٨ ساعات في عملي، وحينما أعود إلى المنزل أرى بأن شعري زاد سوءاً.

أنا لا أقول هذا الكلام لأني أريد أن أنزع الحجاب؛ ولكن لأني أحزن حزناً شديداً حينما أعود إلى المنزل وأرى شعري قد تساقط من الأمام، وحينما أرى شعور الآخرين أحزن.

أعلم أن هذا قضاء الله، ولكن أريد حلاً.

جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يزيدك حرصًا وإيمانًا وخيرًا، وأن يثبتك على الحجاب، فإن الحجاب للمرأة هو الصواب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على طاعته، وأن يُحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، ويُكرّه إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يرزقك الرشد.

الفتاة عندما تستجيب للحجاب إنما تستجيب لأمر الله القائل: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب: 36]، والقائل لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)، كأنَّ قائلًا قال: لماذا؟ فتأتي الإجابة وهي الحكمة: (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ) بأنَّهُنَّ العفيفات، الطاهرات، الخيِّرات، (فَلَا يُؤْذَيْنَ)، فالحجاب شعار المؤمنة، ورمز عزتها، ورمز الصالحات القانتات، (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) [النساء: 34]، نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا وفضلًا.

أمَّا بالنسبة للإشكال المذكور: فأرجو أن تتشاوري مع طبيبة مختصة، وتختاري أنواعاً من الثياب -يعني القماش- التي لا يتضرر منها الجلد، ولك أيضًا أن تختاري طريقة اللبس للحجاب بحيث لا يتأثر به الشعر، وعمومًا المسألة ستجدين لها أكثر من حل، ولكن الأمر لا يقف عند هذا، إنما ينبغي أن تنظري في الجوانب الأخرى، وتشاوري أخواتك المحجّبات فلهنَّ تجارب، ويمكن أن تستشيري طبيبة متخصصة في الشعر والجلد، وهذه الأمور قد تطور الطب فيها الآن، وستجدين مَن يُساعدك على تجاوز هذا الإشكال، وهذه الأزمة.

اعلمي أن صبرك على لبس الحجاب هذه الساعات الطويلة فيه أجر عظيم، وهو دليل على حرصك وفهمك لأهمية أن تُحافظ الفتاة على حجابها وسترها، ودليل على امتثالها لأمر الله بالحجاب، بل لا يجوز لها أن تعمل ما لم تحافظ على هذا الحجاب والستر؛ لأن هذا من شروط خروج المرأة وعملها، يعني أن تكون ملتزمة بالحجاب الشرعي.

إذًا المطلوب هو تغيير الطريقة التي تلبسين بها: هيئة الحجاب، لون القماش، أخذ الاحتياطات الطبية، استشارة الأخوات الكبيرات في السن ممَّن لهنَّ تجارب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدك حرصًا وخيرًا.
____________
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي...مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة د. سالم الهرموزي...استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
_____________

الأخت الكريمة: لم يثبت علمياً أن غطاء الرأس قد يسبب تساقطاً أو تقصفاً للشعر، صحيح أن تهوية الشعر بين كل وقت وآخر، وارتداء غطاء للرأس ليسمح بتسريب الهواء أمر مطلوب، ولكن هناك أسباب متعددة لتقصف الشعر وتساقطه، وأهمها:

- العامل الوراثي، وأسباب أخرى، مثل: أمراض الغدة الدرقية، والأنيميا (فقر الدم)، ونقص الحديد، واستخدام الجل بطرق خاطئة ومبالغ فيها، واستخدام السشوار بكثرة، وكذلك المبالغة بفرك الشعر عند تنشيفه.

- كذلك الريجيم القاسي، وسوء التغذية، والتوترات النفسية، كل هذه العوامل تؤدي إلى تساقط الشعر، وضعف نموه، وظهور القشرة.

- هناك أيضًا نسبة لا تقل عن 10% من حدوث ضعف نمو الشعر قد لا يُعرف لها سبب حتى الآن.

بالإمكان استعمال العلاج الآتي: Hair loss treatment- Twice /day .(Rexsol)، وهناك تعليمات وافرة في طريقة استخدامه مصحوبة بالعلبة، وهو مفيد في توقف نمو وتطويل الشعر، وأيضًا لإزالة قشرة فروة الرأس.

من البدائل الواعدة في معالجة هذه المشكلة استعمال تقنية الميزوثيرابي (Mesotherapy)، وهو عبارة عن حقن تحتوي على مواد مضادات الأكسدة، وموسعات الشعيرات الدموية، وتحقن بجهاز مخصص لذلك، وهو مفيد لإعادة نمو الشعر المفقود، وتطويله إذا استعمل بطريقة صحيحة، ولمدة كافية على حسب شدة الحالة، وعلى حسب طبيعة المشكلة، فالنتائج تبدأ بالظهور بشكل مختلف من حالة لأخرى.

يحفظك الله من كل سوء.