السؤال
السلام عليكم
سؤالي باختصار عن علاقتي مع والديّ.
لا أذكر منذ طفولتي إلا قسوة أمي، وجفاء أبي، وبروده؛ فأمي كانت تغضب دائماً على أتفه الأسباب، وتصرخ وتضربني بسبب أو بدونه، فصرت أكرهها! وحتى بعد أن كبرت خفت عصبيتها، لكنني لم أتقبلها، ولا أعتقد أني سأتقبلها في يوم، وأبي كان على النقيض تماماً، وإن كان قليل الاهتمام، لكنه كان حنوناً في اللحظات التي يكون فيها معنا، وفي ظل تلك الأجواء نشأت أنا، ومع الأسف طباعي حادة وعصبية لأبعد مدى، لدرجة أني أحياناً لا أفرق مع من أتكلم من شدة الغضب والثوران، وهذا يؤثر على بري لوالديّ؛ فرغم عدم تقبلي لأمي أحاول أن أطيع ربي فيها، ولكن أحياناً تفقدني السيطرة على أعصابي فأثور!
أدري أن هذا خطأ وأندم، لكني لا أعتذر إلا نادراً، وأحياناً أقول هي السبب، وهي التي جعلتني أعتاد العصبية، وأهلي لم ينكروا ذلك، بالعكس كانوا يمدحونني ويقولون أنت قوية. أدري أنه خطأ، لكنه طبعي الذي لم أستطع تغييره! وأيضاً لم أعتد على التقرب منهم، لم أعتد على احتضان أمي لي أو تقبيل أبي لجبيني، ببساطة: حياتنا جافة لأبعد الحدود!
ولكني الآن أحب أبي بشدة وأراه الكون كله! ولكن أمي تغضب دائماً؛ لأن أبي يعاملني بلطف، ولا يرفض لي طلباً، بل تسبه أحياناً، وتقول له: أنت لست رجلاً، وتخاف من ابنتك، فزاد غضبي عليها، واكتشفت أنها تكلم رجالاً، فلم أتحمل، واجهتها ولكنها عنفتني وقالت إنها لا تفعل شيئاً خاطئاً!
أنا لا أحبها، ولكني أشفق على أبي أن لديه زوجة مثلها، أنا لم أخبر أبي ولن أخبره! ولكنه أمر صعب، وساءت نفسيتي بسبب ذلك، وزاد بغضي لها، أنا أعلم أن الجميع يخطئ، ولكن لا يصر على الخطأ، وهي لا تعترف بذلك!
بماذا تنصحونني، وكيف أتعامل مع والديّ وأتحكم في انفعالاتي؟ وما الحل مع أمي؟