السؤال
السلام عليكم.
والدتي -حفظها الله، وأصلح حالها وحالنا- امرأة طيبة، ومحبة لأبنائها، وحريصة عليهم أشد الحرص، إلا أن أسلوبها يمتاز بالسلبية، والانتقاد المستمر اللاذع، بدايةً من انتقاد الشكل -وهو خلق الله سبحانه وتعالى-، إلى انتقاد الشخصية والتصرفات صغيرها وكبيرها.
دائمًا تركز على الخطأ مهما كان صغيرًا، ولا تشجع أبدًا، وإن فعلت، فسرعان ما تقلب هذا التشجيع إلى انتقاد أيضًا، هذا الانتقاد المستمر أدى لضعف شخصيتي، والكثير من الصعوبات النفسية التي أرهقتني في حياتي، إلا أن فضل الله علي كان عظيمًا، فبدأت أتخطى الكثير منها، لكني أتألم لإخوتي الصغار، ولا أريدهم أن يعانوا مثل ما عانيت.
وهذا ما جعلني أكنّ الغضب والضيق والشفقة كلما رأيتها تنتقدهم، وأتذكر كل المواقف السيئة التي تعرضت لها، مما يزيد حنقي وغضبي.
أدى هذا بي إلى مرحلة أني لا أطيق التعامل معها، ولا الحديث إليها، وأحاول تجنبها كي لا أقع في محرم، إلا أنها لاحظت ذلك بالطبع وتضايقت، وهذا حقها، وأعلم أني مخطئة، ولا ينبغي لي أن أسيء إليها مهما فعلَت، فهي أمي، وحقها علي عظيم.
أحاول برها بقدر المستطاع، فأساعدها في أمور البيت، وأذاكر لإخوتي الصغار، ولا أرفض لها أي طلب، وأدعو لها كثيرًا أن ينير الله بصيرتها، ويرزقها حسن الكلام.
إلا أني لا أستطيع إزالة هذا الشعور من داخلي، والذي يترجم في سوء تعامل، كالتجنب، وقلة الكلام، أو امتعاض الوجه، فماذا أفعل؟