السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل كل شيء: الله يجزيكم كل خير.
انتقلت منذ فترة من الولاية التي أسكن فيها إلى ولاية أخرى للدراسة والعمل، وهناك مسجد بالقرب مني أصلي فيه دائماً، وكان هناك رجل يصلي معنا، يأتي دائماً بكرسي متحرك، كان لديه شلل نصفي، وكان ملتزماً، ودائماً كان حاضراً في كل صلاة تقريباً، وفجأة انقطع عن المسجد.
بدأت أسأل عنه، وعرفت أنه مريض، ورجع بعد غياب نحو ثلاثة أو أربعة أشهر، بدأت التعرف إليه لكي أساعده، فاكتشفت أنه عالم، ومتفقه في الدين، وحافظ لكتاب الله، وبعدة روايات، وطبيب.
مع مرور الوقت توطدت العلاقة بيني وبينه، ودخلت منزلهم واكتشفت أن لديه أمًا كبيرة، شبه عاجزة، ومعه إخوة وأخوات كلهم متزوجون، ولديهم أطفال، ومنهم من هو بالخارج، ومنهم من يسكن ليس ببعيد، لكن إخوة هذا الرجل مقصرون معه، ومع أمهم، خاصة معه هو!
أنا دائماً معه، والآن أصبحت مثل ابنهم، لكن أنا لدي حياتي، وعائلتي، وأنا شاب في مقتبل العمر، وأسعى للمستقبل والزواج، لدي بعض المشاكل في البيت؛ ولهذا بدأت أفكر في الرحيل، لكن رحيلي سيكون قاسياً على هذا الرجل، حتى وهو شبه عاجز، لا يستطيع فعل شيء بدوني، سواء في الاستحمام والحمام، حتى في الأكل والشرب يحتاجني أحياناً.
سؤالي هو: هل أؤثم على تركه والرحيل عنه؟ والله إني حائر الآن بين مستقبلي وبين هذا الرجل.
أرجوكم دلوني ما العمل؟ وما هو التصرف الصحيح؟