السؤال
منذ حوالي 17 عاماً صدمت لإصابة إحدى شقيقاتي بمرض السرطان، وأصابني حينها اكتئاب بسبب خوفي على أختي؛ وخوفي المتأصل من هذا المرض ومن سماعه؛ ورافق ذلك شعوري بالغربة وأنا بعيدة عن أهلي وأختي؛ حيث كنت أقطن في دولة الإمارات العربية، زوجي طبيب إختصاصي أطفال؛ فاقترح أن أرى صديقه وهو طبيب نفسي، وبالفعل رأيته ووصف لي الأدوية، وجلس معي جلسات نفسية وغير ذلك، وتخلصت من اكتئاب مزمن دام أكثر من 3 أشهر، وقال لي الطبيب حينها: أنت تعانين مما يسمى فوبيا السرطان.
أجرت أختي عملية والعلاج اللازم؛ وقيل أنها شفيت من هذا المرض؛ وفعلا عاشت بعدها 13 عاماً إلى أن عاودها هذا المرض مصيباً إياها في فمها؛ وبالتحديد في اللسان، ولم تصمد أكثر من 3 أشهر وتوفيت؛ لكنني في هذا الوقت كنت قد تركت الغربة وعدت إلى الضفة الغربية، ولم أعاني من اكتئابات معينة سوى حزني الطبيعي على أختي.
بعد ست سنوات وقبل 5 أشهر بالتحديد يجري أخي عملية بسيطة على أساس أنها عملية للالتصاقات في الأمعاء؛ فتجرى له الفحوصات ويوصف بأنه مصاب بسرطان الأمعاء، اسم أخي كان (علاء) للتوضيح.
أجرى عملية استئصال، وأصبح يتلقى العلاج الكيميائي في الأردن، وفي فترة علاجه يقطن عند أخي المقيم في الأردن، وفي هذه الفترة يشكو أخي المقيم أصلاً في الأردن واسمه (نضال) من آلام في عدة مناطق وصعوبة في النوم، وما يلبث أن يراجع الطبيب ويوصف بأنه مصاب بسرطان البنكرياس، وتوفي بعد 50 يوماً من مراجعته للطبيب.
أما أخي علاء المصاب بسرطان الأمعاء قيل أن وضعه الصحي جيد جداً، وفي الجلسة الكيميائية الأخيرة المقررة وجدوا أن المرض عاوده في الكبد.
أردت فقط عرض وضعي لأقول الآتي :
أعاني حالياً من اكتئاب شديد بسبب حزني على إخوتي المرافق لخوفي الدائم من المرض والوسواس الذي أعاني منه خصوصاً أني أصبحت أعلم أن ثلاثة من إخوتي أصيبوا بسرطان وصف أنه من نفس النوع، وهذا التفكير يلازمني ليلاً ونهاراً حتى أنني بدأت أفقد القدرة على التركيز، وأتناول أحياناً المهدئات بعلم من زوجي بسبب حالتي النفسية (التعبانة) جداً.
أحس بأنني دائمة التفكير بهذا المرض وأتشعب فيه كثيراً وبوضع إخوتي، ودائمة التفكير بما ستؤول إليه حالهم وحال زوجاتهم وحالي.
أنا أيضاً لم أعد أحس بطعم شيء في الحياة؛ مع أنني من الناس الذين تسعدهم أبسط الأشياء مثل المطر والوردة والشمس المشرقة، وأيضاً بسبب خوفي أخاف دائماً من إجراء أي نوع من الفحوصات؛ حتى قياس الضغط، مع أنني أتخيل دائماً آلاماً معينة أو هي موجودة فعلاً لا أعلم، بالتأكيد لست قادرة على قص حكايتي بهذا الشكل المفصل، فحالتي النفسية لا تمكنني، لكن ابنتي البالغة من العمر 18 عاماً هي كتبت لكم.
أرجو مساعدتي على التخلص من تفكيري الدائم بالأمراض والمتشتت، وخوفي من السرطان بالتحديد، واكتئابي الملازم لي هذه الأحيان،
وأشير إلى أنني متدينة، ومنذ وفاة إخوتي وبدء هذه الحالة معي أحاول التقرب أكثر إلى الله بالصلاة والأدعية وقراءة القرآن باستمرار.
شكراً لكم، وأرجو إفادتي جزاكم الله خيراً.