الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاولت التخلص من علاقة عاطفية بزميلي ولم أنجح، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي زميل في الجامعة، أحببنا بعضنا البعض، وأعلم أنه يحبني، وأنا متأكدة من ذلك.

المشكلة هي أنه كلما أردت أن أقطع تواصلي معه، لا أستطيع وأعود إلى التواصل معه من جديد، نحن دائمًا في حالة إما ننقطع فيها عن بعضنا، أو نعود ونستمر في هذه الحالة.

أنا بجد أريده أن يكون زوجي في المستقبل، وضعنا الحالي لا يسمح لنا بالزواج، نحن ندرس مجالًا طبيًا، وظروفه الحالية كطالب، وأهلي سيعارضون ذلك تمامًا.

قال إنه سيأتي ليخطبني من والدي، لكنه يخاف من الرفض؛ لأنه ليس جاهزًا الآن، هناك أسباب متعددة للرفض من كل الجهات، فكرت أن أستمر في الدراسة، وأبتعد عنه لمدة ثلاث سنوات، لكن لا أستطيع التواصل معه؛ لأن هذا الأمر يؤلمني جدًا، حاولت كثيرًا أن أجعله يكرهني، وقطعت تواصلي معه عدة مرات بحجة أنه لا يجوز التواصل، ولكن في كل مرة نعود إلى التواصل من جديد.

آخر مرة كانت في الإجازة، قطعت علاقتي معه طوال الإجازة، ولكن بمجرد أن فتحت الجامعة، عدنا مرة أخرى للتواصل، أشعر أنني أنافق وخالفت كلامي، ووعدي الذي قلته لنفسي.

هو أيضًا جاهد، لكننا دائمًا نعود إلى نفس الحالة، أشعر بالتعب والإحباط من هذه الحالة، ولا أعرف ماذا يجب أن أفعل، لا أستطيع أن أمده بأمل للمستقبل بأنني سأتزوجه؛ لأن أسرتي قد توافق على الزواج من أي شخص آخر، إن تقدم لي في أي وقت.

أنا خائفة جدًا من هذا الوضع، ولا أعرف ماذا أفعل، أحيانًا أصاب بحالة نفسية بسبب هذه القصة والتواصل معه يؤلمني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، وشكرًا لك على هذا السؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا، وأن يُعينك على العفاف حتى ييسّر الله لك الأمر، وأن يجمع بينكم في طاعته والحلال.

نحب أن ننبّه أن من أكبر عوامل التوفيق عند الله تبارك وتعالى العمل بطاعته، ومن الطاعة لله تبارك وتعالى إيقاف هذه العلاقة حتى يأتي الوقت المناسب، ولا مانع على طريقة الأهل المعروفة من أن يتكلّم هو بأن يُرسل عمّته، أو والدته لتجلس مع الوالدة، وتتعرّف إليها، أو تتواصل معها، وتقول لها: (إذا يسّر الله الأمور، فنحن نريد ابنتكم لابننا). مثل هذا الكلام يحترمه الناس، وهذا شأن الناس حتى قبل الإسلام، فالصديق -رضي الله عنه- لمَّا جاءتْ خولة تخطبُ عائشة للنبي -صلى الله عليه وسلم- استأذنها، وطلب منها أن تنتظر؛ لأن المُطعم بن عدي كان قد تكلّم في شأنها، مع أنها كانت في عمرٍ صغير، إلَّا أن الناس إذا قالوا: (نريدُ هذه البنت لولدنا) أو (نريد كذا) فإن الناس يعتبرون هذا كلاماً جاداً، وبالتالي عندما يأتي الوقت حتى لو جاء مَن يطلب يد الفتاة، فإنهم يحاولون التواصل مع الذين تكلموا، وهذه من العادات الجميلة التي ينبغي أن يحترمها الناس.

ولذلك نحن ننصح أولاً بإيقاف العلاقة.

ثانيًا: الاجتهاد في الدراسة.

ثالثًا: إذا كان هناك مجال للتواصل مع الأهل، كأن تتواصلي مع أخواته، وهو يتواصل مع إخوانك، أو يُرسل والدته لتكلّم الوالدة وتتعرّف إليها، وهذه الأمور معروفة، أن الناس لو صار مثل هذا التواصل فإنهم يعرفون المراد منه، ثم يُؤجّل كل شيء حتى يحين الوقت المناسب لك وله، وهذه هي الطريقة التي نراها مناسبة، ونكرر دعوتنا لإيقاف هذه العلاقة والانصراف للجد، والدراسة، والتعليم، والتأهيل الفعلي، وعليه أيضًا إذا وجدت فرصة عمل في العطلات، فيحاول أن يجمع ما تيسّر له من الأموال، حتى يكون عنده الشيء الذي يستطيع أن يبدأ به حياته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الخير، وأن يجمع بينكم على الخير.

سعداء نحن بفكرة السؤال التي تدلُّ على خوفٍ من الله، ومراقبة لله، ونتمنَّى تحويل هذا إلى عملٍ، في البُعد عن بعضكم خيرٌ وراحة، والحمد لله هو عرفك، وسيطرق الباب، وأنت تعرفت عليه، ونسأل الله أن يجعله من نصيبك إن كان فيه الخير، وأن يجعلك كذلك في طريقه، وأن يجمع بينكم على الخير، وأن يُقدّر لكم الخير، ثم يُرضيكم به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً