الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التدهور في المستوى الدراسي .. المؤثرات والحلول

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعلم من أين أبدأ؛ لأن مشكلتي متشابكة في اعتقادي، أنا في الصف الحادي عشر العلمي ودخلت هذا القسم العلمي على أمل أن أحقق أحلامي يوماً ما، بدأت العام الدراسي على أحسن حال، خاصة في المواد العلمية، ولكن وبعد فترة تغير مستواي كثيراً، وتدنت علاماتي بشكل فظيع، فأصبح البعض يطلب مني التحويل إلى القسم الأدبي، والبعض الآخر يطلب مني البقاء في العلمي، وأصبحت أفكاري مشوشة لأني أفكر في الدراسة، وهل سأحقق أحلامي، وكم سيكون معدلي في الثانوية العامة، وفي القسم العلمي والأدبي، وفي الاختبارات النهائية.

انخفض مستواي بشكل فظيع، حتى مادة الرياضيات التي كنت واثقة منها، وأنني سأحصل فيها على علامة كاملة، أو حتى قريبة من الكاملة، حصلت فيها على نسبة ضئيلة جداً، وكأنني كنت لا أفهم شيئاً فيها، مع أنها المادة الوحيدة التي كنت قد فهمتها جيداً، هذا وتراودني أفكار كثيرة جداً وباختصار وسواس قهري، ومع تدني مستواي حصلت صديقة لي على معدل أعلى بكثير من معدلي، مع أننا قضينا معاً تسع سنين في الدراسة، وأنا دائماً المتفوقة عليها، صدمت وأصبحت أفكر فيها، كيف حصلت على هذه العلامات، وأمي شكت في تصرفاتي، وقالت: أنت في شيء شاغل بالك غير الدراسة، مع أنه لم يكن هناك شيء من أفكار المراهقين هي السبب.

وكنت أفهم الدروس جيداً، وفي الاختبار لا أستطيع تذكر خطوات الحل مطلقاً، بل وأنسى طريقة الحل، أرجوكم ساعدوني، وهل أبقى في هذا الفرع، مع مراعاة أنه لدي حلم لا أستطيع التخلي عنه؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالتذبذب في المستوى الدراسي من وقتٍ لآخر يحدث في بعض الحالات، وتكون المشكلة إما في البيت أو المدرسة أو الشخص نفسه، أو تكون هنالك مشاكل بسيطة في هذه المكونات الثلاثة، مما يجعلها تتفاعل مع بعضها البعض، وتؤدي في النهاية إلى التدهور الدراسي.

لم توضحي في رسالتك ما إذا كانت هناك صعوبات في البيت أو المدرسة، وإذا كان الأمر فقط يتعلق بك، فالذي أراه أنه قد انتابتك حالة قلق وإحباط عام جعلتك كثيرة التردد، وهذا بالطبع ظهر في شكل وساوس من الدرجة البسيطة.

موضوع المقارنة مع زميلتك الأخرى، هذا أرجو أن تجعليه نوعاً من التنافس الشريف وليس الغيرة التي تؤدي إلى مزيدٍ من الإحباط.

الحل بيدك، وأنت إن شاء الله لديك المقدرة على ذلك، فما حدث في الماضي هي تجربة يُستفاد منها ببذل المزيد من الجهد والعزيمة والتصميم على النجاح، وعليك بتنظيم وقتك، وأرى أن المسار العلمي هو الأفضل لك ما دام لديك الرغبة والمقدرة، وأنت جيدة في الرياضيات.

يمكنك الاستعانة بالمعلمات من أجل التوجيه وكيفية تنظيم الوقت، ولابد أن يكون الاجتهاد هو سبيلك، ولا شك أن لكل مجتهد نصيب، وحتى نقضي على الوساوس والقلق والإحباط فإني أنصح لك بأن تتناولي دواء بسيطاً وسليماً وجيداً جداً يُعرف باسم فافرين (Faverin)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي 50 مليجرام ليلاً (بعد الأكل) لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك عليك التوقف عنه.

عليك الاجتهاد والإصرار على النجاح، وسوف يتحقق لك بإذن الله تعالى ما تريدين.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ..

    thank you

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً