الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقضي ليلي ونهاري في غرفة مظلمة، وأعاني من القلق المستمر.. أنقذوني

السؤال

السلام عليكم.

ما هو الحل للتخلص من الشعور بالقلق والخوف ونوبات الهلع، لا أستطيع النوم بدون حبوب مهدئة، فقدت رغبتي في الحياة، وأعاني من خمول في كل جسمي، وفقدت حتى موهبتي في الكتابة، وأصبح الرحيل من هذه الدنيا فقط هو الذي يشغلني، ماذا أفعل؟ كيف أطرد هذه الفكرة من رأسي؟ وكيف يعود الشغف وتلك اللهفة؟ أين ذهبت؟ أقضي ليلي ونهاري في غرفة مظلمة، وأشعر بشيء يخنقني ويقتل رغبتي في كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحياة طيبة وجميلة، والإنسان خُلق من أجل عبادة الله تعالى وحده ومن أجل عمارة الأرض، وهُيئت له كل الآليات والطرق التي من خلالها أن يُساهم في أن يُسعد نفسه ومَن حوله ويكون مُنتجًا وفاعلاً ومفيدًا.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تبحثي لماذا أصبت بهذا الشعور؟ لماذا كل هذا الإحباط؟ لماذا كل هذا الانزواء؟ لماذا كل هذا الافتقاد للفرحة والمرح والانبساط وعدم الخروج وعدم الرغبة في أي تفاعل إيجابي؟ إن كانت هنالك أسباب يجب أن تُعالجي هذه الأسباب، فأنت في عمر القوة، في عمر الشباب، في عمر الطاقات الإيجابية، والله تعالى حباك بأشياء كثيرة، هذا مهم جدًّا.

ونوبات القلق ونوبات الهلع علاجها بسيط جدًّا، القلق يجب أن نوظفه، نجعله قلقًا إيجابيًّا، وذلك من خلال أن نرفع معدّل إنتاجيتنا في الحياة، أن نكون مفيدين ونافعين لأنفسنا ولغيرنا، الانضباط الوظيفي وحُسن الأداء، التواصل الاجتماعي، والقيام بالواجبات الاجتماعية على وجه الخصوص، حُسن إدارة الوقت والمشاركات الإيجابية داخل الأسرة، ممارسة أي رياضة مناسبة، الحرص على العبادات، خاصة الصلوات في وقتها، القراءة الجميلة ... أشياء كثيرة جدًّا يمكن أن يُوظّف الإنسان حياته نحوها ليؤهِّل ذاته، ويجد نفسه يتفاعل مع الحياة بصورة طيبة وإيجابية. إذًا هو الأمر المطلوب منك.

وطبعًا عُسر المزاج هذا الذي تُعانين منه يمكن أيضًا أن نصف أحد الأدوية الجيدة والممتازة والفاعلة والتي تُعالج الخوف والهرع وتُحسِّن المزاج، وصف الدواء سهل جدًّا، لكن الآليات الأخرى هي الأهم، أن تكوني مثابرة، أن ترفعي من يقظتك النفسية، ألَّا تترددي، ألَّا تتكاسلي، أن تضعي خارطة يومية لإدارة وقتك، هذا مهمٌّ جدًّا، وهذا هو الذي أنصحك به.

خطوة أخرى وهي: أريدك أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامّة، تتأكدي من مستوى الدم لديك، مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية مهم جدًّا، مستوى فيتامين د، فنقصه يؤدي إلى الكثير من الإشكالات المرضية، خاصة الشعور بالخمول، قومي بإجراء فحوصات عامَّة للتأكد من صحتك.

الحبوب المُهدئة قطعًا لا خير فيها، تناولي دواءً مُحسِّنًا للمزاج بالتزام وانضباط، وأفضل دواء سوف يفيدك هو عقار (سيبرالكس) والذي يُسمَّى (اسيتالوبرام)، تبدئي بجرعة خمسة مليجرام يوميًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – وبعد عشرة أيام اجعليها حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعليها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، وهذا هو الدواء المفيد، ولا بد أن تتوقفي عن الحبوب المُهدئة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا اسماعيل

    نفس حالتي عانيت من اضطراب القلق والوسواس النفسي وغابت كل الأعراض وبقي ضيق التنفس

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً