السلام عليكم

جزيتم خيرا على هذا الصرح المبارك، فكم كنتم بعد الله المتنفس الذي فرّج الله به كربات الناس.

دكتوري الكريم محمد، ساءت حالتي مؤخرا فقد كان لدي هيجان واندفاعية وثرثرة في أحيان، واكتئاب وفقدان للمتعة والنشاط والتفكير بالانتحار في أحيان أخرى، وفي كثير من الأحيان تكون الأعراض مجتمعة، كانت أياما مخيفة فعلا.

هدى الله طبيبي لوصف دواء تجراتول طويل المفعول ٤٠٠ حبة واحدة، تحسنت بشكل كبير للغاية، وذهب الهيجان والاندفاعية، وانقشع الاكتئاب بشكل كبير والحمد لله، الطبيب أجرى فحوصات للكبد والدم والكلى بعد أسبوع واحد من استعمالي للدواء، وكل شيء سليم والحمد لله.

لدي أسئلة جزيتم خيرا، هل فعلا يتعارض التجراتول مع الشاي كما أخبرني الطبيب؟ فهل المشكلة في الكافيين؟ وهل يزيد مفعول الدواء أم يقلله؟ فقد نصحني بعدم شربه.

في قليل من الأحيان أشعر بأن التحسن ينخفض قليلا لعدة ساعات ثم يرجع التحسن، فهناك تذبذب خفيف، فهل تعتقد أن هذا بسبب أخذي للدواء جرعة واحدة في اليوم بدلا من تقسيمها مرتين؟

كذلك لدي إشكالية بسيطة في عدم استجابة القلق للدواء، هناك قلق معمم، وأخاف جدا من مضادات الاكتئاب، حيث أنها أدخلتني المستشفى في السابق، فهل تنصحني بشيء؟

جزيت الجنة دكتوري الكريم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

لا شك أن الـ (تجراتولTegretol ) والذي يُعرف علميًا باسم (كاربامازيبين Carbamazepine) من الأدوية الممتازة جدًّا، ومن الأدوية الفاعلة جدًّا، والمفيدة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به. جرعة الأربعمائة مليجرام كجرعة واحدة تعتبر جرعة وسطية جيدة ومعقولة جدًّا، والعمر النصفي للتجراتول من هذا النوع طويل، إذًا الجرعة الواحدة سوف تكون كافية جدًّا.

أنا أرى أن تُدعم التجراتول بدواء بسيط جدًّا، وهو الـ (سولبيريد Sulpiride) أو ما يُعرف تجاريًا بـ (دوجماتيلDogmatil )، دواء بسيط جدًّا، يُثبِّتُ المزاج، ويُحسِّنه، وفي ذات الوقت هو دواء رائع جدًّا لعلاج القلق المعمَّم حين يكون بجرعة صغيرة، والجرعة المطلوبة هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، تتناولها لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

وطبعًا من الضروري جدًّا أن تُركّز كثيرًا على التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين شدِّ العضلات وقبضها ثم إطلاقها، وكذلك تمارين التنفُّس المتدرِّج مع التأمُّل والاستغراق الذهني الإيجابي. توجد برامج كثيرة وجيدة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

هذا بالنسبة للعلاج الدوائي. أمَّا بالنسبة لتأثير الكافيين وكذلك النيكوتين على مستوى التجراتول في الدم وأدوية أخرى: تأثير الكافيين قليل جدًّا، فلا تنزعج – مع احترامي الشديد لما ذكره الأخ الطبيب – لو تناولتَ الشاي مرتين إلى ثلاثة في اليوم، شاي غير مركّز، أعتقد أن ذلك أمرًا جيدًا وممتازًا، ولن يحدث أي تأثير سلبي على تركيز الدواء في الدم.

الخطورة تأتي من النيكوتين، النيكوتين قد يُخفف أو يُضعف مستوى بعض الأدوية – ومنها التجراتول – حتى بنسبة خمسين بالمائة.

هذا هو الذي لزم أن أنبِّه إليه، وأنا سعيد جدًّا بهذه الأخبار الطيبة التي أرسلتها لنا، وكن شخصًا إيجابيًّا في جميع نواحي حياتك، ونظّم وقتك، مارس الرياضة، اجتهد في عملك، اجتهد في أداء صلواتك وبقية العبادات، وكن جيدًا من ناحية التواصل الاجتماعي، والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل.

طبعًا أن تكون شخصًا متفاعلاً مع أسرتك، ومساهمًا في تطوير الأسرة، وبارًّا بوالديك، أيضًا هذا سوف يعود عليك بصحة نفسية ممتازة، وإن شاء الله تعالى لك أجري الدنيا والآخرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.