السؤال
السلام عليكم.
أنا متعب جدا، لا أعرف من أين أبدأ، يمكنني التحدث لسنة كاملة ولا أكتفي، ليتني أموت لكي أرتاح، فأنا وصلت لمرحلة نظرة من شخص أو كلمة حتى لو بالمزاح أحزن منها طوال يومي، لا أعرف ماذا أفعل؟
أشعر طوال اليوم بالحزن، والكآبة، وبضيق في صدري، أفكر كثيرا في حياتي التي لا معنى لها، أشعر أن لا أحد يحبني، والدليل أن أي شخص أتعرف عليه خلال أسبوع أو أقل يتركني، التقيت بشخص أعرفه قال لي: لماذا فلان تركك؟ قلت له لا أعلم ولا يهمني، فضحك وقال: يبدو أنك مكروه جدا؛ لأن جميع أصحابك تركوك، هذه الكلمة قتلتني ألف مرة، أعلم أنها صحيحة، ولكني لم أتصور في يوم من الأيام أن يقولها لي أحد.
أظن حتى أهلي يكرهونني والدليل تصرفاتهم ونظراتهم، لطالما كانت العائلة هي المدمر الأول للإنسان، ولكننا خجلنا من قول هذا، أنا لا أستيقظ لمشاركة عالمي، أستيقظ أبحث عن مكان للاختباء عن من حولي، منذ أسبوع رأيت صديقي القريب مع أصدقائه ليتني مِتُّ قبل أنْ يمسنِّي هذا الشعور.
وصفتم لي دواء (زولفت)، وتناولته لمدة شهر ونصف، ولم أستفد منه، وحاولت أن أذهب للنادي للرياضة فلم أجد أحدا يعيرني اهتماما أو ينظر إلي، شعرت بالملل وحدي، وتوقفت، لو أنني أعرف كلمة أعمق من كلمة انطفأت لقلتها، فأنا لم أشعر من قبل بانطفاء روحي مثلما أشعر بها الآن، أنا لست بخير، ولا أظن أنني سأكون بخير أبدا، وكأن الخير لا يعرف لي طريقا.
أشعر أن هذه الأيام بطيئة وحزينة جدا، وأفكر كثيرا، أفكر في الذي حصل، والذي يحصل، والذي من الممكن أن يحصل، وأفكر في الأشياء التي لن تحصل، وأشعر أنني أتعذب كما لو كان شبابي قد انتزع مني وقد عِشتُ في الدُنيا تسعين عاما.