السؤال
السلام عليكم
لا أشعر بالرغبة في الزواج، ولا في عمل أي شيء، أخاف من دخول أي شيء جديد لحياتي، يخبرونني دائما أني لست مثل باقي البنات، أخجل كثيرا من الرجال والنساء والتعامل معهم.
أرجو النصيحة بعمل شيء يغير مسرى حياتي.
السلام عليكم
لا أشعر بالرغبة في الزواج، ولا في عمل أي شيء، أخاف من دخول أي شيء جديد لحياتي، يخبرونني دائما أني لست مثل باقي البنات، أخجل كثيرا من الرجال والنساء والتعامل معهم.
أرجو النصيحة بعمل شيء يغير مسرى حياتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba rawatan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك أختي العزيزة, نشكر ثقتك بنا.
مشكلتك ليست بالزواج ولا بالعمل, بل هي في الخجل الاجتماعي وضعف الثقة بالنفس لديك.
حيث إن بداية كل تجربة في الحياة تتطلب مزيجا من القوة والشجاعة والثقة والمجازفة, وضعف ثقتك بنفسك والخجل الذي لديك هو الذي يعيقك عن التقدم في حياتك وأن تخوضي تجارب مختلفة, أو أن تخطي خطوات جديدة في مسيرة حياتك.
لذا سؤالك لنا هو أن نخبرك بعمل شيء يغير مسرى حياتك, وأنا هنا أخبرك أنه لا يوجد شيء واحد يغير في الشخص تغييراً سحرياً, بل هذا الشيء هو اتخاذ قرار بأن تبدئي رحلة التغيير الخاصة بكِ, وأرى أن مراسلتك لنا هي أكبر دليل على وجود تلك الرغبة والإرادة لديك باتخاذ أولى الخطوات في تلك الرحلة.
الأفكار التي أحب أن أشاركها معك هي:
- تختبئ وراء مشاعرنا أفكاراً خفية داخلية تُدار في حديثنا الذاتي, وهي التي تحرك مشاعرنا وسلوكياتنا, لذا من أهم الخطوات في رحلة التغيير هي أن نسلط الضوء على تلك الأفكار السلبية، ومن ثم أن يتم معالجتها وتصحيحها وإبدالها بأفكار أخرى تكون أكثر إيجابية وصحة.
هذه الخطوة هي الأهم كما أخبرتكِ؛ لأنها تجعلنا نضع يدنا على الوجع, ونعرف طريق التغيير من أين يبدأ تحديدا، مما يُسهّل علينا وضع خطة للعلاج والحل.
لذا أتمنى منك أن تجلسي مع نفسك بجو هادئ, وأن تكتبي لنا قائمة بالأفكار السلبية لديك المستحوذة على تفكيرك في أغلب الأوقات, وبشكل خاص عندما تتعرضين لموقف ضاغط, وقومي بترتيبهم من الأقل شدة إلى الأكثر.
بعدها حاولي مراسلتنا من جديد, وسنحاول الرد عليك وسيكون هدفنا حينها هو أن نعالج تلك الأفكار لديك, لتصبح قناعاتك عن نفسك أكثر ايجابية مع الوقت, وسنحاول أن نرفق ذلك مع اقتراحات لتجارب حياتية تُصقل من شخصيتك وتعززها بنفس الجوانب التي نعمل عليها في أفكارك الداخلية عن نفسك.
اعلمي عزيزتي أننا جميعاً لا نُفضّل أن نخرج من دائرة الأمان الخاصة بنا, أي الدائرة التي تشتمل على كل ما اعتدنا عليه ونشعر فيه بالراحة النفسية "بسبب الاعتياد", ولكن نضجنا النفسي يتطلب منا أن نخرج من دائرة الأمان وأن نخوض تجارب جديدة في حياتنا, وخوفنا الداخلي هو أكبر عائق لتحقيقنا لهذا النضج النفسي.
إن عمرك الآن هو مناسب جداً لعملية التغيير الذاتي والتطوير من النفس, لذا لا تترددي أبداً في أن تعطي أفضل ما عندك لهذه الفرصة.
تابعي قنوات اليوتيوب المفيدة في مجال تنمية الذات وتطوير الشخصية، فهناك العديد منها سواء لمختصين نفسيين أو لمدربي مهارات الحياة.
تأكدي أن كل شخص منا قد مرّ بهذه الرحلة, ومازال, فهي رحلة مستمرة, المهم في الأمر هي أن نبدأ بها ونؤمن بأهميتها وقدرتنا على التغيير من حالنا للأفضل.
ختاماً: أتمنى أن أكون قد أفدتُكِ بإجابتي, ولا تترددي في مراسلتنا مُجدداً في أي وقت تشائين.
دمْتِ بحفظ الله.