السؤال
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
في الحقيقة أحب موقعكم جداً، وأحترمه، ولهذا قررت أن أرسل مشكلتي لعلي أجد عندكم الجواب الشافي.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، تقدم لخطبتي شاب ذو خلق طيب ومتدين كما سمعنا ممن سألنا، ولكن المشكلة في الموضوع كما يراها جميع أهلي أنه الولد الوحيد لأبويه، وله ست أخوات بنات، هذا مما يعني أن الأمر يتطلب فتاة ذات قدرات ممتازة على التأقلم وكسب محبة أخواته البنات.
أمي ترى أني لست تلك الفتاة، فهي تقول: إني انطوائية، وجدية، ولا أحب كثرة الكلام، وأحب الوحدة والمطالعة، ولا أحب كثرة الخروج من البيت، سواءً للزيارات أو للتسوق، كما أنني حساسة جداً، ولا أحب أسلوب النصح العلني، فأنا أعتبره كإهانة، وهذه فعلاً حقيقة شخصيتي، أي: أني أختلف عن أغلب بنات جيلي أو من هم في سني، فهم يحبون الفسح والكلام والنكت، ويجيدون فن العلاقات الاجتماعية، ولكني لست مثلهم كما تقول أمي.
كما أنها تقول: إنه الولد الوحيد فسيتحمل كل المسئولية -يعني: زيارات، مناسبات، حل مشاكل الأسرة.. إلخ- وهذا شيءٌ طبيعيٌ ومن حقه، وهي تعتقد أني لا أملك الكفاءة التي تؤهلني لتحمل مثل هذه الضغوطات، فأنا عشت حياتي كلها أو جلها في هدوء وسكينة ولله الحمد، فلم تصادفني في حياتي أي مشاكل ذات أهمية كبيرة، وفي الغالب كانت أمي تساعدني في حلها، كما أنها تعتقد أنني تنقصني الكثير من الأمور التي تتطلبها العلاقات الاجتماعية كالحديث (الكلام) وروح النكتة، والدهاء... إلخ، وبما أنه الولد الوحيد، فإن أي هفوة قد ألاحظ عليها -أي: أني سأكون محط الأنظار- وأنا كما أخبرتك سابقاً إنسانةٌ لا أحب كثرة الكلام، والخطيب الذي تقدم عكسي، فهو اجتماعي ومرح، ولديه روح النكتة، وفي الحقيقة أنا محتارة، فالشاب جيد جداً، والجميع يشهد له بالخلق الطيب، والتدين، ولكني أخاف أن أظلمه معي طول حياتي.
كل أمنيتي أن أعيش في سلام لا أؤذي أحداً، ولا أحد يؤذيني، بصدق هذه هي أمنيتي، أشيروا علي، فأنتم أهل الخبرة والتجربة، ووضحوا لي الأمور، فأنا حائرة وأحتاج لمن يشرح لي الأمر من وجهة نظر محايدة.
ملحوظة أخيرة: من ضمن الأسباب التي ذكرتها أمي لي: أنه متشدد، عندما سمعت عن أسلوب تدينه، فهو لا يحب مخالطة الفتيات أبداً أبداً، كما أنه لا يحب الذهاب إلى الأماكن المزدحمة المختلطة، وينتقد بشدة الاختلاط.
أرجوكم أخبروني، هل هذا تشدد؟ أمي تقول: إني لا زلت صغيرة الخبرة والتجربة في الحياة، ولا أجيد دراسة طبائع البشر، في الواقع القرار النهائي عائد لي كي أتخذه، وأنا خائفة ومترددة، أوافق عليه أم لا؟ أرجوكم أشيروا عليَّ وانصحوني؟ لقد صليت صلاة الاستخارة عدة مرات ولم أشعر بأي شيء -أي: لا انقباض ولا انشراح .. إلخ- ولكني في الحقيقة لم أرتح لوالدته، مع أني لم أقابلها سوى مرة واحدة.
لا أنسى أن أقول: إن أهلي غير متحمسين للأمر، والسبب هو ما ذكرته آنفاً أنه الولد الوحيد لأسرته، وأخاف أن أتخذ القرار الخطأ، سواءً كان بالرفض أو الإجابة، انصحوني فأنا محتارة.
بارك الله فيكم، وسدد خطاكم، وجزاكم عنا ألف ألف خير.