الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما بي هو سحر أو مس أو تكتل بين سحر ومس؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة على قدر من العلم، والدين، والجمال، والحسب، كلما تقدم أحدهم لخطبتي كانت النتيجة إذا رفضته أن يقبل أو إذا قبلته أن يرفض، وإذا كان هناك قبول مشترك يحدث شيء غريب وكأن الخاطب يرى وجها آخر في وجهي فينصرف عني مفزوعا وخائفا، وينتهي الموضوع قبل أن يبدأ.

أعاني منذ ثمان سنوات من نفس الحالة، ولا أعرف ما السبب؟ هل هو مس عاشق أو مس شيطاني أو سحر؟ في الواقع أعاني كثيرا من الصداع النصفي بدون سبب، والنسيان، والضغط النفسي، وضيق التنفس، وأشعر أن هناك كرة تتحرك في رحمي عند قراءة القرآن ولكني أصمد.

كلما حدث لي شيء يفرحني زال بعد ليلة وضحاها، وأشعر أن أحدهم في كل خبر جيد يبلغ شخص ليضيق علي أمري، كنت أعاني من شعوري بشخص وهمي يسير خلفي ولكن بفضل الله زال مع القرآن، ووميض بضوء لا وجود له، ورؤية حشرات وزواحف غير موجودة.

ذاكرتي ضعيفة لكل ما يفرحني وما يحزنني أتذكره كثيرا، وكلما هممت لعمل شيء في عملي ضاقت علي السبل فيصبح الخمول أسهل من المثابرة، كنت أمتلك الكثير من الصداقات ولكن لا أعرف ما الذي يجعل الناس تنصرف عني دون سبب، أحلامي ما بين رؤية كلب متوحش يهجم علي وقطة تعض يدي، أريد أن أعرف إذا كنت أعاني من مس، أو سحر، أو كلاهما؟ وعلى ماذا أواظب لفك الأذى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فمن خلال استشارتك ووصفك لحالتك يبدو لي أنك مصابة بالسحر، والرؤى التي ترينها تدل على ذلك أيضا، والذي أنصحك به هو أن ما يأتي:
- الاجتهاد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح وخاصة تلاوة القرآن الكريم واستماعه، ونوافل الصلاة، والصوم فذلك مما يضيق على هذا العمل الخبيث ويجلب لقلبك الطمأنينة.

- حافظي على أذكار اليوم والليلة فذلك حرز من شر شياطين الإنس والجن، والمحافظة على ذلك أثناء الرقية وبعدها؛ لأن السحر وإن خرج من الإنسان فإنه يمكن أن يتجدد.

- ابحثوا عن راق أمين وثقة ليستكشف حالتك فإن تبين صدق ما توقعته فعليك أن تبدئي بالرقية وبحضور أحد محارمك، مع الاستمرار على ذلك حتى يزول -بإذن الله تعالى-.

- قومي برقية نفسك صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة ثم انفثي على كفيك وامسحي ما تيسر من جسدك.
- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يرفع عنك هذا البلاء، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

- تصدقي بما تقدرين بنية الشفاء فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (داووا مرضاكم بالصدقة).
- الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً