السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، هذه السنة تعتبر مهمة بالنسبة لي؛ لأنه الجسر الذي بمشيئة الله سأحقق به هدفي، مواظبة على الصلاة والأذكار وتلاوة القرآن، لكن في الفترة الأخيرة تغيرت جداً، أتعجب من نفسي لطالما مررنا بكثير من الظروف، وكنت قوية واثقة في الله ثم بنفسي لأبعد حد بشهادة المعلمين، فقد كنت نشيطة، لا أهتم لنومي بقدر اهتمامي بدراستي، أتحدى أي ظرف في سبيل دراستي، أبحث عن نقاط ضعفي وأقويها.
أما الآن فأنا في بكاء مستمر، أشعر بفراغ كبير جداً وضعف، وأني تائهة، أصبحت حساسة جداً، أبكي لأتفه أمر، أظل أفكر في المواقف القديمة، وألوم نفسي، لأني لم أتصرف بهذا الشكل، أو تأتيني وساوس دائما بأني سأفقد أحدا من أهلي، أو أصدقائي، أو أني قد أحسد أحدا، أو أني أصلي رياء فقط، أو أن عبادتي هذه مجرد رياء يشككني في ديني ونفسي وقدراتي. أتخيل أشياء لم تحدث أصلاً، أصبحت أتحدث مع نفسي كثيراً، وأحسابها على كل شيء، دائماً أشعر بالذنب الشديد، أحاول أن أركز في دراستي، صلاتي، أي شيء، فلا أقدر، ثم أجهش بالبكاء.
أصبحت أشك في كل شيء، وضوئي، نفسي، حتى بعد مذاكرة دروسي أشعر أني لا أتذكر شيئا، وأشعر أني أبتعد عن هدفي، فدخلت في حالة من الاكتئاب والبكاء المستمر، فقد كنت دائماً أنجز الكثير من المهمات في اليوم، لكني الآن أقضي وقتا طويلا في الحفظ، وكل شيء، ثم أبكي، وأدعو الله أن يعاملني برحمته وكرمه، ويغفر لي ذنوبي، ويرحم ضعفي؛ لأني أجد غيري يحفظ أكثر مني في أقل وقت.
أنا لا تهمني نفسي بقدر والداي، لا أريد أن أجعلهما يفقدا الثقة بي، هما يفخران بي دائماً، ويثقون أنني سأكون ناجحة، ويبذلون كل شيء في سبيل راحتي أنا وأخواتي، وهذه الحالة من الاكتئاب تنقطع ساعة أو اثنتين ثم تعود مرة لأخرى، وعند مواظبتي على سورة البقرة تقل قليلاً، وتزداد حدتها إذا تركتها لعذر شرعي.
كما أني استمعت لرقية شرعية فشعرت بنبض متنقل في جسمي، وألم شديد في اليد اليسرى، مع العلم أنني أنا وأهلي قمنا بالعلاج بواسطة الرقية الشرعية بسبب سحر، وبمجرد حضوري مناسبة تعبت جداً، وبدأت حكاياتي مع الوساوس، ثم عالجت بالرقية، وأحسست أني بخير، ولكن رجعت نفس الأعراض، وبشكل أشد، وهي وساوس دائمة، ونبض سريع في القلب كأن قلبي سيقف، اكتئاب وبكاء شديد، توتر وخوف من أشياء لا أعلمها، أحاول أن أقنع نفسي بأني بخير، لكني أفشل، وأحياناً أقول أنه ربما مجرد حالة نفسية بسيطة ليس إلا.