السؤال
السلام عليكم.
أعاني من يأس شديد من الحياة، لا أمل لي في أي شيء، لا أعمل، تركت دراستي، عزلت نفسي عن الناس، لا أثق في أحد، لا حظ و لا عمل و لا مال ولا شيء، ولا أرجو شيئا، إن هي إلا أيام أسايرها حتى يأتي حكم الله.
السلام عليكم.
أعاني من يأس شديد من الحياة، لا أمل لي في أي شيء، لا أعمل، تركت دراستي، عزلت نفسي عن الناس، لا أثق في أحد، لا حظ و لا عمل و لا مال ولا شيء، ولا أرجو شيئا، إن هي إلا أيام أسايرها حتى يأتي حكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك وأن يصلح الأحوال وأن يملأ نفسك ثقة وطمأنينة وأن يحقق لك في طاعته الآمال.
لا شك أن من كتب هذه الأسطر وتواصل مع إخوانه يمكنه أن يفعل الكثير، فتعوذ بالله من الشيطان وتوكل على الرحيم المنان وأكثر من ذكر الرحمن، واعلم أن حياتك غالية وأنك سوف تفلح بذكرك لله وبسجودك له، وأرجو أن تتعرف على نعم الله عليك ثم تؤدي شكرها لتنال بشكر ربنا المزيد، ثم استمر في التواصل مع موقعك واعرض على إخوانك أسباب ما أنت فيه، واعلم أن الإنسان ضعيف بنفسه لكنه قوي بعد الله بإخوانه، وتذكر أن الأمر لله من قبل ومن بعد واستمع لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له).
ونتمنى أن تخرج من عزلتك فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية، والشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ثم انظر في أحوال أهل الأرض وسوف تجد من هو أقل منك عافية ومالاً وعلماً، ومع ذلك سوف تجده صامتاً شاكراً، وقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن تنظر إلى من هم دوننا - أسفل منا- في كل أمور الدنيا لأنها دنية، ولو كان تزن عنده جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء، أما في أمر الدين فعلينا أن ننظر إلى من هم أرفع لنتأسى بهم ونقتدي.
ولا يخفى على أمثالك أن الله يبتلي عباده بالفقر وبالغنى وبالصحة والمرض، فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ، وتعوذ بالله من التسخط لأن من سخط كان عليه السخط، والمسلم يشكر فيؤجر ويصبر فيؤجر، والصابر ينال المنة والشاكر ينال الجنة، وننصحك بأن لا تكتفي بالمثابرة للحياة ولكن عليك السعي والحركة والمدافعة مع الدعاء وأنت مأجور في كل ذلك وفضل الله واسع.
وهذه نصيحتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ونحن سعداء بتواصلك، ونسأل الله أن يحفظك ويسددك ونأمل في وصول تفاصيل أكثر عن حياتك ومؤهلاتك وسيرتك حتى نتعاون في الانطلاق للأمام والموفق للخير هو من بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (234086 - 2349095 - 2161502 - 2269817).
أسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات.