السؤال
السلام عليكم.
عمري 25 سنة، وقد تخرجت في الجامعة، عندما كنت صغيرًا كان أبي وأمي منشغلين دائمًا في المشاكل التي كانت دائرة بينهم والتي انتهت بالطلاق بعد 15 سنة من الزواج، وكان عمري وقتها 16 أو 17 سنة، تأثر بعض أخواني بهذه المشاكل إلا أنه لم يكن يظهر عليّ أي أثر واضح لأنني كنت مشغولًا بالكمبيوتر، ثم بعدها اللابتوب، وما زلت حتى اليوم مدمنًا على اللابتوب..
دائمًا ما أتردد عند اتخاذ أي قرار سواء كان صغيرًا أم كبيرًا، فمثلًا في الدراسة أقول سأعتمد على الحفظ أثناء دراستي، ثم بعد فترة أقول الفهم أولى من الحفظ، فأترك الحفظ وأكتفي بالقراءة، ثم أتردد مرة أخرى وأقول لماذا تركت الحفظ، كان أولى وأسرع من أن أعيد القراءة للكتاب مرتين أو ثلاثة، فأعود للحفظ وهكذا، ومثل هذا التردد موجود في جميع أمور حياتي، حتى إذا كانت زيارة لصديق أتردد هل أقبل أم أؤجلها، وفي كلا الأمرين أرى أنني لم أختر الأصوب.
بعد أن تخرجت من البكالوريوس (شريعة)، اقترح علي والدي أن أكمل (ماجستير) إلا أنني رفضت لأن خطتي من البداية كانت أن أقف عند دراسة بكالوريوس شريعة ثم أقوم بأخذ دورات وشهادات في الكمبيوتر؛ لأستطيع أن أعمل في المجال الذي أبرع فيه وأحبه، إلا أنني نزلت في النهاية تحت رغبة أبي وبدأت أول فصل في ماجستير الشريعة، وما زلت أذكر العذاب النفسي الذي أصابني في أول يوم لي، إلا أنني أجبرت نفسي على الإكمال، ومع الوقت فقدت حماستي للإكمال في الكمبيوتر.
ما زلت حتى الآن مترددا هل أكمل في ماجستير الشريعة -بالرغم من أني لا أحبه- أم لا؟ أنا أعلم أنني إذا تركت الماجستير فلن أبحث عن دورات كمبيوتر لسببين:
الأول: أنني فقدت الحماس لذلك؛ لأن عمرى أصبح 25 سنة ولا مجال للبداية من جديد، حيث أنني لا أملك أي وظيفة حاليًا، فالشريعة هي الأنسب للوظيفة بما أني أملك شهادة جامعية بها.
الثاني: لا أمتلك الثقة في نفسي أن أذهب وأبحث بشكل مستقل عن عمل، فقد تعودت (إلى الآن) على أن أبي هو من يقوم بحل مشاكلي، لهذا فإنني إن خرجت من الماجستير فلا أملك أي فكرة عن مستقبلي المهني.
مع العلم أنني استخرت في هذا الموضوع أكثر من 4 مرات، وكلما كلفت بمهام إضافية في الماجستير يعود التردد مرة أخرى.
في الختام أعتذر على الإطالة، ولكن أحببت أن أرسم لحضرتكم الصورة كاملة.