السؤال
أنا بنت ليس لدي أخوات، والدي توفي منذ 10 سنين، من عائلة بعيدة عن بعضها منذ أن توفي والدي وأنا أعيش مع أمي فقط، وأنا أعمل ومتحملة مسؤولية البيت كاملة، وأساهم بمبلغ كبير ليساعد على المعيشة بجانب معاش والدي.
مشكلتي مع أمي: أنها حساسة بإفراط، أقل شيء يزعجها ويضايقها، وتحدث مشاكل بسببها وبمرور الوقت والسنين يزداد الموضوع، أقل القليل يزعجها وأنا أتحمل مرة، ومرة أخرى غصبا عني أغضب وأتفوه بكلام يضايقها، ثم أندم وأخاف من عقوق الوالدين، وأتوب إلى الله، وأحاول أن أصالحها، ولكنها حتى في المصالحة صعبة لا ترض بها إلا بعد إلحاح كثير جدا، ودائما ما تتذكر ما حدث وتعيد نفس المشكلة مرة أخرى، وهكذا مع كل مشكلة.
عندما تحدث مشاكل مع أي شخص من الأهل أو الجيران لا تسامح بسهولة، وإن سامحت لا تنس، وإن حدثتها عن التسامح تتهمني بأنني لا أدافع عنها وأنني لا أحبها، وتدعو عليّ بمثل "حسبي الله ونعم الوكيلّ"، ربنا ينتقم منك، وهكذا معظم الأيام.
آخر مشكلة كانت بالأمس؛ كنت أتحدث مع صديقتي وأشكو من أمي وأحكي ما حدث، لكن دون تشويه لصورتها، وحتى صديقتي تنصحني بالبر والصبر فسمعتني أمي وأنا أشكو لها فأخذت تشتمني، وتدعو عليّ بأن لا يحدث ما أتمناه، وهي تعلم جيدا أن ما أتمناه هو أهم شيء في حياتي، وكررت هذه الدعوة حاولت أن أتكلم معها باللين، ولكنها لا تقبل وتزداد في عصبيتها، واتهامي بأني لا أحبها، فهل دعاءها هذا مستجاب؟
مع العلم أن ما يحدث مشاكل عادية تحدث بين أي والدين وأبناءهم، ومع العلم أيضا أنها في معظم الوقت تحمل الكلام على النية السيئة، وتتهمني بأني متضايقة من مصاريف البيت، وأنا والله هذه ليست نيتي أبدًا، وأني أستودع هذا المبلغ مني إلى الله عز وجل.
ماذا أفعل كي أتجنب هذه المشاكل؟ أنا حقا خائفة من دعواتها علي، وكيف لأم أن تدعو على ابنتها الوحيدة بهذه الدعوة التي تعلم جيدا أنها قاسية على ابنتها؟ وكيف لي أن أتقبل هذا، وأتجاوزه؟