السؤال
أبلغ من العمر ٣٣، لدي أزمة لم أعرف لها حلا، امتحان فشلت فيه!
المشكلة هي والدتي -حفظها الله-، والأزمة منذ الصغر بعد وفاة الوالد في وقت مبكر، ربتنا والدتنا في انعزال عن الأقارب ومحيط العائلة، أربعة إخوة ذكور مع الوالدة والجدران، انغلاق تام! أنوه أن والدتي متدينة، صوامة قوامة ليل، قارئة للقرآن، مع هذا فهي أم نكدية لأبعد الحدود، ترى دائما أنها على صواب، تتصيد الأخطاء والنقائص، تتجاهل الإنجاز والنجاح بحجة أن المديح سيصيبك بالغرور، كلامها الناقد أكبر من حجم التقصير، يصيب الشخص بالإحباط، وتعكر المزاج، والاستفزاز، عنيدة لأبعد الحدود، أرى فيها نوعا من الكبرياء الزائد بسبب أنها من أعبد الناس.
أنا الأصغر، عمري ٣٣، أعاني من القلق والاكتئاب منذ نعومة أظفاري، أتناول أدوية نفسية منذ سن ١٨، نعاني من قطيعة الأرحام، حسب وجهة نظري أن إحدى أسباب قطيعة الأرحام هي بسبب جشع واعتداء هؤلاء الأرحام، والسبب الآخر هو كبرياء والدتي الزائد، وادعاؤها أنها لن تكون في حاجة أحد، فأصبحت هناك قطيعة لسنوات، تعلمت والدتي الدرس، وأصبحت تصلهم، لكنهم بعد عشرات السنين من القطيعة لا يهتمون بها أو بنا كأقارب.
والدتي فيها قسوة كبيرة، مع أنني رجل إلا أنني أشعر بحرمان عاطفي، وإن لم تجده من أمك من سيعطيك الحنان ويتنازل من كرامته لأجلك؟!
أنا ووالدتي دائما ندخل في جدل وكلام، ولا بد من أي نقاش معها أن ينتهي بجدل حاد، أرفع صوتي عليها، وأتلفظ بكلام قاسي تجاهها، إذا ذهبنا للسوق يحدث جدل، أين سأوقف السيارة، هنا أو هنا أفضل! عند دفع النقود يحدث جدل حاد عند "الصندوق"، لدرجة لفت انتباه الزبائن! عند الذهاب لمكان مشيا على الأقدام يحدث جدل، أي الطريق سنسلك! لدرجة أن يذهب كل منا بطريق لوحده، وأي باص سنركب، نختلف ونتجادل، وتذهب لتركب باصا آخر لوحدها! النقاش معها عقيم، عنيدة لأبعد الحدود، أخطأت مرة في عدم طاعتها لدفع مبلغ لأحد المتاجر لشراء حاجيات بسبب حاجتي لمال، فسألت الله إن كانت تصلي وتصوم من أجله أن لا يبارك لي في مالي، استشطت غضبا من تفاهة الموقف الذي بسببه دعت علي، وبدأت أقول كلاما قاسيا لها للأسف!
أنا الآخر لدي علل نفسية كثيرة، وحساس جدا، وعندي كبرياء زائد أنا أيضا، وعنيد جدا، وأجادل كثيرا، وإذا استشاطت مشاعري أفقد السيطرة على الموقف.
أصدقائي قلة، الناس تكرهني من دون سبب، لدي قناعة أن السبب هو سوء معاملتي مع والدتي، ورفع صوتي عليها، وقولي الكلام الناقد لها، سبب هذا بركان من الغضب تجاه النساء، فأنا أكره النساء، وبسبب تعاملي مع بعضهن فهن سواسية، كلهن يظهرن بثوب الضحية، وكبرياؤهن وكرامتهن فوق السحاب، لا منطق في التعامل معهن، لماذا الرجل يتنازل عن كرامته ويتقدم للزواج منهن؟! لماذا على الرجل أن يتنازل ويعتذر للمرأة وهو لم يخطئ؟! لم علينا أن نظهر بثوب الرومانسي فقط لإرضائهن؟ أستوحش الحياة من وحدتي.
لا أكره والدتي ولا أحبها للأسف! قلبي ينقبض تجاهها، وأنفر منها، هل من مخرج أم أنتظر عقوبة ربي بسبب ظلمي لأمي، أم أترك المنزل وأسكن بعيدا لتهدأ أعصابي؟
وأخيرا: أعترف بأني لم أفعل ما أوجبه الله علي من اللطف بالوالدين، ولكن للأسف فشلت في أن أعامل والدتي بهذا؛ لأني لا أرى منها القسوة العاطفية، والشح العاطفي، والعناد، واتهامي بالمرض، والخطأ دائما.
بالنسبة لمرضي النفسي أتناول عقار الأفكسور منذ سنة وشهر، بعد أن وصلت للجرعة القصوى أحاول سحبه بالتدريج، لكن لا علاقة بمشكلتي هذه، فهي منذ سنوات.