السؤال
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم.
أنا أعاني من ضعفٍ في الشخصية، وفي التعامل مع الآخرين، أنا -ولله الحمد- بكامل إدراكي ووعيي بالصواب والخطأ، وأنا أرى نفسي بالمستوى الكافي من الذكاء والمعرفة، وأحبّ أن أستزيد منها، لكن يصعب علي التعامل مع الآخرين، خاصةً من لم أستأنسهمْ.
عندما أرى ما يسوؤني من الغير تكون لي رغبةٌ في نصحهم، لكن خوفي من أن أتشتّت وأتلعثم في الكلام مما لن يجعلهم يأخذون بنصحي يجعلني أتراجع دائماً، والتلعثم في الكلام أكثر ما أكرهه في نفسي، رغم أني واثقةٌ أتمّ الثقة أن ما أقوله سيكون مقنعًا وصحيحًا، وأيضًا واثقة أنه لو تكلمت بترجلٍ وثقة سأقنع الطرف الثاني بما أقوله، إلا أنه أثناء ارتجالي وتحدثي مع من حولي -خاصةً إن كانت مجموعة كبيرة- أرتبك وأتوتر وفي النهايةِ أنسى ما أود قوله، ويكون أكثر ما يشغل بالي هي أفكارٌ فارغة، ويصبح كل همي مصبوبا على وجوه من هم أمامي.
وأنا على علمٍ أن هذه المشكلة قد واجهت الكثير من الناس، وقد جعلت التقدم صعبًا، لكنّي أحيانًا أفكر أنه سيكونُ أسهل لي لو توقفت عن الدراسة كي لا أضطر لمواجهة هذا العدد الكبير.
أيضاً أنا أخاف من بعض الأشخاص الذين تبدر منهم تصرفات سيئة، ولا أجرؤ على الاقتراب منهم، ودائما لو كان لي تعاملا معهم أحاول أن أنهي تعاملي بسرعةً؛ حتى أذهب وأبتعد عنهم خشية أن أكون هدفاً لقضاء وقتهم به أو لإزعاجه، لكن في قلبي أريد حقا مواجهة هؤلاء الأشخاص وإيقافهم عند حدهم، لكن ضعف شخصيتي وعدم قدرتي على إبداء ما أريد قوله يوقفني.
مع الأيام تفاقم الوضع، وأصبحت أكره الخروج من المنزل، الوقت الوحيد الذي أخرج به من المنزل هو عند ذهابي إلى المدرسة، ونادرًا ما أغيب عنها.
أيضاً دائمًا ما أرى أن وضعي الذي أعيش فيه أقل من أوضاع الغالبية، رغم ما نملكه من مال وفير، لكن ربّ الأسرة اهتمامه بوضعنا شبه معدوم، فقط يعمل ثم يعود لينام، ولا يعمل شيئًا يفيدنا ويفيد المنزل.
أصبحت أكره الخروج للأسواق والمنتزهات والحدائق وإلى آخره من الأمور؛ لأني سئمت من رؤية مَن أوضاعهم أفضل مني، وأصبحت أكره التعامل مع الناس، بدأت أنغَلق على نفسي، وحتى القريب أصبحت أبغضه.
أحيانا أفكر بأن مشكلتي تافهة نسبة لأوضاع غيري من الناس، خاصةً من هم في فقرٍ شديد أو لديهم أمراض مزمنة أو صعبة، لكن عندما أقارن وضعي بأوضاع مجتمعي، فلا أرى ظاهريا سوى أن حياتهم أفضل بكثير من حياتي، وأشك بأنها ليست كذلك حتى على الرغمِ من أني لا أعلم خفية الأمور، مع أنه لا يجب عليّ مقارنة أوضاعي بأوضاع الغير، لكني مللت منها وبدأت أسأم من عدم تغيّرها أو تطوّرها للأفضل.
وأدعو الله الصبر والهداية لي ولكل المسلمين.