السؤال
السلام عليكم..
أكتب لكم رسالتي الثانية عشرة، وآمل أن تصلكم هذه المرة.
كتبت عدة شكاوى ومشاكل، وأطلت الحديث والتعبير بها، وقبيل إرسالي أتساءل هل ذكر التفاصيل مهم؟ هل سيفهم إحساسي؟
هذه المرة سأكتب ولن أقرأ، سأكتب وأتمنى المساعدة بكلام واقعي بعيدا عن الإيجابية المحبطة.
تغيرت أوضاعنا كعائلة من حالٍ لأسوأ، تأخرت بالدراسة سنة بسبب هذا الوضع، عانيت ضغطًا نفسيًا لا أعلم أين أفرغه، عشت سنتين مخاصمة أبي بقلبي، وبوجهي أبتسم له، كنت أحمله نتيجة التغير، وأحمله نتيجة فشلي بالتأقلم حتى تخلي أصدقائي القدامى عني حملته إياه.
استرجعت الأحداث برأسي ليالي طوالًا، وأدركت أن فشلي خلقت أنا به، تخلى أصدقائي عني، ولو وجدوا بقربي الأنس ما رحلوا، تأخر دراستي غباء أحمله برأسي، حتى حزني أنا مصدره، وأنا من يتمسك به، حتى أني أجهل كيف أعيش بدونه؟ وأنا أنا!
حدث خلاف بيني وبين أختي، لم أستطع تحمل فرض سيطرتها علي، فانفجرت بوجهها، ظنًا أني أزيح شيئًا من حملي الثقيل، فجلبت لنفسي هموما أخرى.
انقسمت العائلة صفين؛ معي أو ضدي ومعها، واليوم وكعادتي فشلت حتى بالدفاع عن نفسي.
حقيقةً أنا غير مهتمة بدفاعي، ولم أتعب نفسي بإنكار كذبها حتى، هي الكبرى، وهي الأكثر خبرة بالكذب، والأكثر فجوراً بالخصام.
آلمني أن نصبح أعداء، وآلمني موقف أهلي وأمي خصوصًا، أصبر نفسي ليلًا قائلة ربما الله سبحانه أراد أن أترك وأهجر وحتى أن أرمى كقطعة بالية كي أعرف قيمة نفسي وأنهض بنفسي، فأفكر كيف علاقتي بالله؟ هل ما يصيبني هو من غضب الله؟
أنا غارقة بذنوبي، وأتمنى الهداية، لكن من أين أبدأ؟ كيف أخضع قلبي لله؟ قلبي الذي لم يعرف الحب، ولم يحب صاحبه، كيف يحب العبادة؟
باختصار: أنا لا أشعر أن لي قيمة بين الناس، أنا لا أشعر أني أعرف نفسي وأفهم ذاتي، أنا لا أشعر أن لي فائدة ولا أعرف ما لفائدة من حياتي حتى؟
أنا خائفة من تعب عضوي يتبع القولون العصبي وتقرحات المعدة، أخشى من علة جديدة سببها نفسي، أنا لا أشعر بالأمان، خائفة ومشغولة الفكر أغلب وقتي، أنا لا أعتقد أن ما أمر به قابل للتغيير، لكني أتمنى.
تعبت من التفاؤل الذي يرفعني شبرًا واحدا ويضرب بي لآخر قاع، أنا أشعر بقهرٍ بقلبي وبنار تحرقه، أبكي واضعةً يدي فوقه، أتحسس ألما بداخله، أنا أحتاج يد العون، أنا أحتاج مساعدة.
أنا أفقد الثقة بكل ما حولي، وأفقد الثقة بنفسي، ولا أستعيذ بالله من كلمة أنا، بل أعوذ بالله مني أنا.