السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي حاليا، ومستواي الدراسي كان ممتازا على الرغم من إهمالي، ظروفي الأسرية والمادية ممتازة، ولدي الكثير من الأصدقاء، لست محافظا على الصلاة، وأتمنى لو أنني أستطيع المحافظة عليها، ولكنني شخص مهمل.
قبل خمس سنوات تعرضت إلى الاعتداء اللفظي والاستفزاز، كان عمري 15 سنة، بعد الرجوع إلى المنزل تغيرت حالتي، لازمني التفكير وأصبحت أشعر بأن لدي معضلة معينة في حالتي النفسية، أفكر كيف أصبت بهذه الحالة، وكيف يمكنني الخروج منها؟ فقدت تركيزي، وبدأت نفسيتي تتأثر من كثرة التفكير.
عند الجلوس مع أهلي أو أصدقائي أفكر وأحلل وأناقش أفكاري، وعندما أحاول التوقف لا أستطيع، بحثت عن حلول مناسبة لحالتي في الإنترنت، وبدأت في قراءة المواضيع المتعلقة بالأمراض النفسية، فتدهورت حالتي، وفقدت الأمل.
دخلت الثانوية وحالتي كما هي، أفكر كثيرا أثناء الحصص الدراسية، أفكر في الناس، وفي نهاية السنة شعرت بتحسن حالتي النفسية، خف الاكتئاب كثيرا، وقل التفكير حتى انتهت المشكلة، ولكن الوساوس والأفكار الجانبية المتعلقة بالدين والجنس والزواج ظلت موجودة، ولكنها بسيطة وتذهب بسرعة، ولا تشكل أي مشكلة كبيرة.
قبل ستة أشهر قرأت أحد المواضيع في الإنترنت لشخص مصاب بالاكتئاب، وبعد الاستيقاظ من النوم عاودتني حالة التفكير الغريبة، كنت أقنع نفسي بأنني لا أعاني شيئا، وأنني سليم، فلم أستطع التوقف عن التفكير.
أصبحت بالوقت الراهن أفكر وأوسوس حول الأمراض النفسية، وحول طبيعة الإنسان، أحلل كثيرا وأسعى لمعرفة وتشخيص نفسي، وعند وصولي إلى تشخيص معين تتحسن حالتي لعدة أيام ثم تعود للتدهور والدوران بنفس الدائرة الأولى.
أشعر بالعصبية والإحباط أحيانا، وأخاف من الجنون بسبب التفكير، رجحت حالتي بأنها اكتئاب نفسي، وبدأت قبل أسبوعين في تناول السيبراليكس بجرعة 10 ملغ، لم أعان من الأعراض الجانبية للعلاج، عانيت من القلق بالبداية، وخف بعد أيام.
قرأت في الإنترنت عن تجارب الناس الناجحة في علاج الاكتئاب، شعرت بالسعادة والراحة، واختفت كل الأعراض لمدة يومين أو ثلاثة، ولكن التفكير المستمر، ومحاولة إقناع نفسي بأنني سليم ظلت مستمرة، ورجعت لي أعراض العصبية والإحباط، لا أستطيع ترك التفكير أو تجاهله، أصبحت كالمدمن، وأعاني من القلق والضيق وفقدان التركيز.
هذه الأعراض دفعتني إلى الظن بأن حالة الاكتئاب وتقلب المزاج أتتني من كثرة التفكير، خصوصا عند قراءة تجارب الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وجدت اختلافات كثيرة بيني وبينهم، فأنا لا أشعر بالذنب، ولا أحتقر ذاتي، ولا أملك ميولا انتحارية، ولم أفقد رغبتي في الحياة أبدا.
أشعر بأنني لو تمكنت من إيقاف التفكير سأعود طبيعيا، وأستطيع التفاعل مع حياتي بشكل طبيعي، فهل هناك أمل بذلك؟
أعتذر على الإطالة، وأشعر بأنني لم أصف أعراضي تماما، ووصفي ناقص وغير تام، وأشعر بأنه جزء من أعراضي.