السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أشكركم على هذا المجهود الرائع والمفيد، وجزاكم الله عنا كل خير.
مطلقه من رجل مريض نفسي، وعندي بنت عمرها 3 سنوات و10 شهور، وانفصلت عن والدها وهي بعمر 8 شهور، وهو لا يزورها إلا نادرا جدا، ولكنه يصرف عليها، وحينما بدأت تفهم، زارت والدها 3 مرات خلال السنة.
مشكلتي معها في تربيتها، كيف أربيها تربية خالية من الأمراض والاضطرابات النفسية، وسؤالي هل سلوكها طبيعي؟ وكيف أتعامل معها؟ لأنها تؤذي الأطفال وتخرب كل شيء، وهي تتحسس من عدم وجود والدها، وتسأل عنه من فترة لأخرى، واليوم أصبحت تكره أي أحد يناديها باسم والدها، وتقول اسمها مثل اسمي، ولديها مشاكل كثيرة في السلوك، وعدوانية جدا، تتمنى أن تكون لصا عندما تكبر، أو تكون رجلا، وهي لا تخاف أبدا، وتتمنى زيارة الطبيب لأخذ الإبرة، وتدعي بأنها مريضة، من أجل ذلك.
سلوكها غير طبيعي، علما أنها ذكية جدا، وذلك بشهادة الجميع، لست عنيفة بتعاملي معها، بل دائمة المدح لها، وأشيد بسلوكها الإيجابي وأشجعها، وهي لا تلعب بالأجهزة الإلكترونية، ولا تتابع برامج الأطفال، فهي ملولة وسريعة الضجر، ولا تستهويها المشاهدة، أسألها أسئلة قبل النوم، لأعرف أفكارها، وتتحدث بجرأة.
ضربت أولاد الجيران، وأخرجت الدم منهم، غضب أهل الأطفال وقاموا بتعنيفها، وردت: (مالكم دخل)، وابنتي بالفعل تضرب الأطفال بعنف، ولا تحس بالذنب، ولا تتأسف، لأنها لم تتعود التأسف.
لا تريد الذهاب للحمام بنفسها، وتفرغ حاجتها على ملابسها، ثم تقول لي بأن أنظفها، حتى لو شجعتها أو ذهبت إلى الحمام، لا تتشجع، ولا تخاف من الحمام، لكنها تحب العناد، لأنها مشغولة باللعب، ولا تريد أن تقطعه، ولا ينفع معها التأنيب، لأنها تسكتني بالتأسف، ثم تفعل ما تريد من الأخطاء، تتأسف بكل سهولة لو عبت على سلوكها.
حاولت تأديبها بالغضب عليها، وأن لا أكلمها لدقائق، ولكنها لا تحتمل فتتأسف، ولا تترك الخطأ حتى بعد ثوان من الاعتذار، استخدمت أسلوب التشجيع والتحفيز، مثل أن أقول لو كنت جيدة ولم تقومي بالمشاكل وضرب الأطفال، سأشتري لك ما تحبين، وفعلا أشتري لها ما تختار، ولا أخلف بوعدي لها، ولا فائدة تذكر.
أتحدث معها قبل النوم، وأتركها تتحدث بما يدور بخاطرها دون أن أنفعل، حتى لو قالت أمور غير جيدة وخاطئة، وذلك حتى لا تخفي عني شيئا، لكن كل كلامها خيال في خيال، وتكذب جدا، مع أنها تعرف بأن الكذب غير جيد، وتعلم بأن من يكذب يعرفه الله، ولا يعطيه المال، وهي تعرف بأنها لو دعت الله سوف يستجيب لها، وحينما تدعو ألبي رغباتها لتزداد ثقتها بالدعاء.
من الخرافات بأنها تقول أن والدها غضب عليها، لأنها طلبت أن يشتري سيارة كبيرة، وتتخيل بأنها قالت له آسفة، ولكنه لم يقبل اعتذارها، وتقول بأن الدم يخرج من والدها بسبب الحجارة، وأنه مريض ويعالج بالمستشفى، علما لا أحد يتكلم عنه، وكأنه ميت، لأنه مريض وخفيف العقل، وليس مؤهلا ليكون أبا، ولأنه يعيش في انطواء غير طبيعي، وفي خوف وشك من الناس، لذلك يخاف من زيارتها، فعنده عقد كثيرة جدا، واكتئاب.
عندما أستفسر منها من أفضل شخص في البيت، تقول هي، ولو كررت السؤال تذكرني، علما أن أسرتي لطيفة معها، وأمي حنونة عليها وهي لا تحب أخي الذي في مثل عمرها، مع أنه طيب معها، ويخاف منها جدا، ولا تترك له أي حاجة إلا وتأخذها وتضربه يوميا، وتأخذ ألعابه، وهي أنانية جدا، وأمي تصبر عليها، ولا تصرخ أو تضربها، وإخوتي يحبونها ويصبرون على إزعاجها.
طفلتي غير راضية، متطلبة ولا تشبع، وأنا فقط ألبي الاحتياجات الهامة وأتجاهل الباقي، عندها مشاكل في النوم، نومها متقطع، وتصرخ وهي نائمة.
عندما يجلس إخوتي الصغار لمشاهدة التلفزيون تغلقه، أو تحضر العصا وتضربهم فيبكون، وعندما أحذرها تعتذر، ولو رفضت اعتذارها تبكي.
تعتمد على نفسها في كل شيء، كاختيار ما تحب من السوبر ماركت، وتقوم بمحاسبة الكاشير لوحدها، ولا تخاف من أحد، وكل شخص يعرفها لأول مرة يقول بأنها مغرورة، وأنها واثقة من نفسها جدا.
تجلس دون ملابس طوال الوقت، وتحب أن أشتري لها ملابس كبير جدا، أو عباية كبيرة، ولا ترضى بملابس سنها، تحس بأنها كبيرة، وتتحجب مثلي، وتحب أن أعمل لها تسريحة معينة في بالها، وحينما لا أفهم طلبها تقول أنني مجنونة، لأنني لا أعرف عمل ما تريد، تحب اللعب وحدها بالسيكل، ولا تشارك أحدا في ألعابها.
آسفة على الإطالة، وذلك لتفهموا شخصيتها وما تعاني منه، وشكرا لكم.