السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 23 سنة، مشكلتي نفسية، وأريد أن أعرف ما هي؟ فأنا طوال حياتي أعيش حياة صعبة، كلها مشاكل وخلافات، وضغط نفسي، وأكتم كل شيء داخلي، ورغم ذلك كنت متفوقة، وآمل في مستقبل مشرق، ومبتسمة دائما.
كان والدي مسيطرا ومخيفا، ووالدتي تضربني لأتفه الأسباب، مما جعلني شخصية انطوائية، وغير قادرة على التحدث أمام الناس، وفقدت الثقة في نفسي.
لما توفي والدي شعرت لمدة سنتين بعدم الأمان، وبالذنب لكراهيتي له ولوالدتي، لأنهما تسببا في سوء حالتي النفسية، وبعد موته شعرت بالوحدة، فليس لي سواه، وقد اضطررت أن أعتمد على نفسي في مواجهة الحياة، فقد خذلني الجميع، وفقدت الثقة بهم، فصرت لا أثق إلا في نفسي.
عوضني الله بإنسان أحبني، وشعرت معه بالأمان، فصرت أرفض ابتعاده عني، وأغير عليه من أهله، وربما هذا الشعور تولد كرد فعل؛ لأن والدي كان يفضل أهله على والدتي، علما أن أهله يحبونني، لكنني لا أستطيع أن أحبهم، بالإضافة أنني صعبة الإرضاء، ومهما يفعل من أجلي أشعره أنه مقصر في حقي.
رغم حبي له يوجد في أعماقي خوف من المستقبل معه، فأنا أخشى أن يخدعني، أو يتغير في معاملته أو مشاعره، أو يتركني.
في الفترة الأخيرة، وبسبب بعض مشاكله، أصبح لا يأتي لرؤيتي باستمرار كما كان يفعل في السابق، ولا يشعرني بحبه كالسابق، وبدل أن أراعي ظروفه المؤقتة، صرت أفكر أنه لا يحبني، وأنه كان يكذب علي، ومهما حاول أن يقنعني أنه لا يزال يحبني لا أصدق.
صرت شخصية مختلفة عما كنت في السابق، فقد كنت أقدر كل شيء، وأسامح، وأحب كل الناس، فأصبحت أنانية، ومتسلطة، وأعطي كل مشكلة أكبر من حجمها، وغير راضية عن شيء، وأنظر إلى الأمور من الجانب السلبي، ولا أشعر بالسعادة بسبب تفكيري السلبي، ونظرتي السوداوية للحياة والناس والأمور.
أخشى أن أؤذي نفسي بسبب حالتي النفسية السيئة، أصبحت في حالة حزن دائمة، ولا أتوقف عن البكاء والتفكير، أصبحت لا أرغب في عمل أي شيء، فصارت حياتي مملة وروتينية جدا، وأحيانا أتمنى الموت لأرتاح.
أعلم أني مريضة نفسيا، ولكني أريد تشخيص حالتي، وطريقة العلاج، وأريد أن أرجع لشخصيتي السابقة، فماذا أفعل؟