السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يجعل ما تقومون به من خدمة جليلة لعامة الناس في موازين حسناتكم، وأن يمدّ في أعماركم بطاعته.
عمري 24 سنة، وأول ما دخلت الثانوية لم يناسبني الوضع مع الطلاب الجدد، وأصبحت قليل الكلام والتفاعل إلا مع أصحابي القدماء، وهنا بدأت المصيبة؛ حيث صرت أُكْثِر من التفكير السلبي، حتى قضى على ما بقي لي من إيجابيات، وبقيت أتقلب في الأفكار، وأجلد ذاتي في كل شيء، وأحسب حساب كل شيء حدث أو لم يحدث.
تنقلَتْ بي الوساوس حتى أصبحت أعاني من آثارها السيئة؛ من تشتت وعدم تركيز وجمود ويأس وحزن وسوداوية في الحياة، بل إني أعجب ممَّن نظرتهم للحياة متفائلة، وقلّتْ ثقتي بنفسي، بل أتاني رهاب ذات مرة، وصرت أتحسس، وأخجل من مواقف، بل من دون مواقف أتخيلها، خصوصًا إذا كنت في مجلس به مرح وضحك كثير، ومع ذلك لا زلت أحب المناسبات.
صرت في أوقات كثيرة لا أعبر عن رأيي؛ لقلة ثقتي بنفسي، وأتحاشى جدالات كثيرة؛ ليس لشيء إلا أن مزاجي غير مستعد لأكملها إلى النهاية، إضافة إلى صعوبة إجراء حوار سلس بلا تكلف وقلق، خصوصًا مع مَن هم خارج دائرتي الضيقة؛ لذا لم أكسب أصدقاء جددًا منذ فترة.
كذلك عندي مشاكل في النوم، وكسل وخمول عام، وأكافح للقيام بالأعباء اليومية، وفقدت لذة ومتعة الحياة، وقلّ الاهتمام بالنظافة الشخصية.
تأتي هذه الأعراض حتى مع أقرب الناس لي، وبنِسَب متفاوتة، وأيضًا التفكير في نظرة الناس، ومحاولة الظهور أمامهم بأفضل حالة، وزاد الأمر سوءاً؛ المثالية التي أطلبها في أغلب الأشياء، حتى يئست من نفسي، فشخصيتي العامة متناقضة، ولم أعد أعرف طبيعتي من مرضي!
لا أريد أن أتخذ من وضعي هذا شماعة لكل فشل؛ لأني أجد في نفسي جرأة وثقة بالنفس زائدة في أحيان كثيرة، وكم اقتحمت مخاوفي هذه كعلاج سلوكي، ولكن بلا جدوى، فلا بد من متخصص.
أجلّ أمنية لي قبل أن أموت، هي أن أحيا!
لضيق في نفسي أطلت عليكم؛ لأَنِّي لقيت سعة في صدوركم، تقبلوا تحياتي، وشكرًا لكم.