السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدينا قطعة أرض قسمها والدي علينا نحن أولاده وهو على قيد الحياة، وكان تقسيمه للأرض يعتمد على نظام الورث وليس العطية، وأنا فتاة بين خمسة ذكور، فكان نصيبي من الأرض أقل من نصف ما أعطى إخوتي الذكور، أخبرت أبي بأنه ظلمني بهذا التقسيم، ولكنه غضب وكان يريد ضربي، فاحتسبت عند الله، ومازالت مشاعر الحقد تسكن قلبي نحو أبي لأنها ليست المرة الأولى التي يظلمني بها.
والدي يعامل إخوتي الذكور ويميزهم عني في كل شيء، في الطعام وفي اللباس وفي المعاملة وفي المحبة، ودائما يظهر محبته ومشاعره نحو إخوتي ويخبرني بأنه لا يحبني، يعطيهم المصروف ويحرمني منه، سخي بمشاعره نحوهم، فهو يقبلهم ويحتضنهم أمامي، وعندما أنظر إليه يصرخ علي ويقول - اذهبي عن وجهي-.
في الفترة الأخيرة مرض والدي مرضا شديدا، ولم يقف معه إخوتي الذكور، أنا فقط من وقفت إلى جانبه، صرفت عليه أموالي التي ادخرتها من عملي لعلاجه، وشجعته على العلاج، تعبت في تلك الفترة بسبب ضغوط العمل، وأعمال البيت، وتكلفة العلاج، والتنقل من مشفى إلى آخر، كل ما قمت به احتسبت ثوابه من الله وليس من أجل أبي -أقولها صراحة- بعد هذا كله لم أسمع منه كلمة شكر واحدة، بل تقرب من أولاده الذكور بعد أن من الله عليه بالشفاء وتجاهل وجودي.
هل أنا مذنبة لأنني أنثى؟ علما أنني أتفوق عليهم في البر، وأكثرهم خلقا وتعليما، متفوقة في كل شيء على إخوتي، ومع ذلك أجد بأن والدي يحبهم ويكرهني، أصبحت اليوم أحقد على إخوتي، ولا أطيق النظر لهم، علما أنهم يعرفون بأنني أكرههم، دائما أشعر بالتعب النفسي والجسدي، أشعر بالخفقان والصداع في رأسي، أصبحت أميل إلى العزلة والبكاء طوال الليل أحيانا وحتى الصباح، فهل من دواء يفيد لعلاجي، علما أنني لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي خشية من سخرية إخوتي مني.
أفيدوني، ولكم خالص التقدير.