السؤال
عندي مشكلة بعلاقاتي مع الناس وخصوصاً الأصدقاء.
مع الأصدقاء يكون عندي نوع من الكره، وحقد يكون بعض الأحيان بسبب طفيف لا يستوجب الغضب أصلاً، وليس بالسبب الكافي لكل هذا التوغر، مثلاً يقول أحدهم كلمة عابرة فأحس أنها موجهة لي، فيبدأ الكره، ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي أبداً بالكلام، وأحياناً يكون الغضب بدون سبب.
العجيب في الأمر أنه عندما يتكلم معي هذا الشخص؛ أنسى تماماً كل الحقد والكره، ولكن عندما يعاود الأسلوب الذي غضبت منه يرجع الكره مرة أخرى، وإذا لم يعاود الأسلوب أنسى كل شيء تماماً.
أنا الآن متبعثر، وأجد صعوبة في وصف ما بداخلي، كل ما أجتهد بالصداقة كان قدر هذا المرض (الحقد والبغضاء) الذي بصدري أكبر، فأكثر وأقرب صديق لي هو الآن أكره إنسان عندي! وأعلم بأنه يكنّ محبة لي بصدره، ويريد أن يتواصل معي دائماً، وبقدر ما يريد أن يقترب مني أود الابتعاد عنه، ومن خلال ملاحظته لهذا التصرف الذي أتصرف به أحس بأنه كشف ما بداخلي، وهو بالفعل يلومني ملامة، وهو نادم على أنه أضاع وقته معي، ويقول أيضا: ليتني كنت أعلم بأنك هذا؛ لابتعدت عنك.
أنا لا أخفي كلام الحق، فهو إنسان صادق في مشاعره، ويقدر الصداقة، ووفي بكل تصرفاته، وعندما أكون بحاجته أجده بجانبي، عكسي تماماً، فلم يجد مني سوى جسم بلا فائدة.
ولي صديق آخر عرف ما هي طريقتي وتصرفي مع الصديق، أي بمعنى عرف كل ما ورائي وما سأفعله بالمستقبل، فهو لا يتعمق معي بالصداقة مثل ما يتعمق مع بقية أصدقائه، وأحس أن عنده هذا الإحساس تجاهي (هذا ما ينفع أنه يكون صديق أفصح بكل أسراري عنه، وليس بكفء للصداقة، وليس عنده المعرفة الكافية، ولا يجيد التصرف إلا بالقليل) مع أن هذا الصديق أقدم صديق لي، وإلى الآن صديق.
أنا أحس بأني غافل، ولست نبيها، وأحس بأنه ليس علي إلا من نفسي، وهذا الشعور نتج بعدما حصل لصديقي أزمة نفسية، فلم أحاول بأن أفعل شيئاً له، إلى أن أتم الله عليه بالشفاء بعد معاناة خمس سنوات، وكان السبب في شفائه صديق له.
بعد فوات الأوان ندمت أني لم أساعده، ولو كنت أعلم ما به؛ لساعدته.
أحس بأني صديق مزيف، ولست بالصديق الذي يضرب به المثل: (الصديق عند الضيق) وأحس بأن المساعدة ثقيلة جداً، والتضحية أيضا من أجل الصداقة. ربما بعض كلامي غير مفهوم، ولكن هذا ما استطعت أن أطلعكم عليه، ولا أعرف لماذا يحصل معي هذا؟
اعذروني على الإطالة بكلامي، فأنا متبعثر جداً.