السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم على فتح باب الاستشارة ومساعدة الأطباء هنا، وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على جهودكم الطيبة.
أنا شاب عمري (22) سنة، وأعيش مع والدتي ووالدي وبعض من إخوتي في الأردن، أريد حسب خبرتكم ومعرفتكم بالسرطان، وخصوصاً (سرطان البنكرياس) أن تعطوني معلومات وأجوبة عن توقعاتكم عن حالة أبي، وطبعاً لا يعلم الغيب إلا الله، والأعمار بيد الله تعالى، ولكن أريد أن يطمئن قلبي بشأن أبي، وأنا سأسرد لكم الآن حالة أبي من الصفر، واعتذر إن كانت هناك إطالة في الموضوع، لكنها من قلب يدمي ويحزن على أبي الغالي.
اكتشفنا المرض عند والدي في أواخر شهر ( 8) من عام (2014م)، وكان اكتشاف مرض أبي عن طريق شكواه المتكررة في نفس الشهر من آلام في بطنه، وتمتد إلى ظهره، ولم يستطع أن ينام الليل بسببها، بل وكانت شكواه تقريباً من قبل.
للأسف إن كثيراً من الأطباء في البداية قالوا لأبي: إن المشكلة بسيطة ويسيرة إلى أن اكتشفنا معه المرض في النهاية، ومن التحاليل كان الورم في البنكرياس، وطوله حوالي (6سم)، وللعلم فإن أبي كبير في السن وعمره (72) سنة، ولكن جسمه شبابي، ولا يشرب الدخان، ويعتني بجسده جيداً من أكل خضروات وطعام بشكل جيد، وكنا نحسده على صحته، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وأيضاً قبل سنة من اكتشاف المرض خضع أبي لعملية (ديسك)، أو هي (إزاحة فقرات)، وكان يعاني منها منذ سنين، -والحمد لله- نجحت تلك العملية.
بعد اكتشاف المرض خضع أبي للعلاج الكيماوي في مركز الحسين للسرطان الكائن في الأردن لقرابة (4) أشهر، وكان في أول الجرعات يتألم، ولكن في أواسطها كانت حالته مستقرة وجيدة، وكشفت بعض صور الطبقية عن اضمحلال للورم بنسب تتراوح بين (1سم - 2 سم)، وفي هذه الأثناء خضع أبي لعملية تخدير لعصب البنكرياس، ولكن لا أظنها أفادته كثيراً.
المشكلة تكمن في مطلع العام الجديد (2015م)، ففي البداية قال لنا الأطباء: إنه لم يتبقَ لأبي إلا جرعات، وتصبح المعالجة دورية، وتفاءلنا بهذا الخبر، ولكن مع مرور الوقت اكتشف الأطباء وجود اصفرار في جسم أبي ونسبته أظن (12)، ويعني هذا تقريباً إصابة المرارة؛ ولذلك أجلت الجرعات، وخضع أبي لعملية (شبكة)، ونجحت، مع جلسة كيماوي، وقرر الأطباء تكثيف الجرع، ولكن بعد أسبوعين من العملية هذه، رجع الصفار لأبي، وأجلت الجرعات على إثرها، ولكن مع الوقت ينزل منسوب الصفار إلى (8)، وأحياناً يرتفع.
في هذه الأيام نعيش حالة من اليأس والهم؛ بسبب حالة أبي، وأنا أصغر أبنائه، وهذا الفصل هو آخر فصل لي في الجامعة، ولا أفكر إلا في أبي، وكل يوم نبكي مع إخوتي عليه، ولا نكاد ننام الليل، ونحن نرى أبي ولا نعلم ما ينتظره، والمحيّر أن حالته أحيانًا مستقرة وجيّدة، وأحياناً يكون فيها متعبًا ومنهك الجسد.
أنا -هنا- في موقعكم، وعندي إيمان بقضاء الله تعالى، ولكن أستأذنك يا دكتور بأن تقول لي حسب خبرتك ومعرفتك بالمرض، إلى أين ستستقر حالة أبي؟ وهل هناك أمل في الشفاء من المرض؟ وهل يمكن أن يعيش لسنوات طويلة -والأعمار بيد الله تعالى طبعاً-؟
أكرر اعتذاري عن الإطالة، ولكن من شدة ألمي وهمي على والدي الغالي العزيز، وأنتظر ردك أستاذي الطبيب بفارغ الصبر, وشكراً لكم.