الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صرت أخاف من اللسترال بسبب آثاره الجانبية، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

دكتور/ محمد عبد العليم: أطال الله بعمرك، وجزاك الله خيرًا لما تقدمونه لخدمة إخوانكم المسلمين، جزاكم الله عنا خيرًا.

دكتوري العزيز: سبق وأن تحدثت معك بخصوص حالتي، وأنت قد قلت لي: إنك تعاني من اضطراب الأنية. وأريد أن أستشيرك -جزاك الله خيرًا- أنا ذهبت إلى الطبيب ووصف حالتي بأن عندي قلقًا شديدًا وحادًا ووصف لي اللسترال، والطبيب يعلم أني أستخدم الرفتريل فقط منذ فترة طويلة، وقال لي: استخدم لسترال، وزد جرعة الرفتريل إلى عشرة أيام، وبعد ذلك تبدأ بالتخفيف من الرفتريل. فقلت له: لماذا أزيد الجرعة؟ فقال لي: سوف يزيد نسبة القلق والتوتر عندك؛ مما سبب لي خوفًا أكثر من علاج اللسترال؛ لأني بصراحة لا أتحمل أي أعراض جانبية.

الآن مضى شهر وأنا كل يوم: غدًا سوف أستخدم لسترال، وعندما يأتي اليوم الثاني يأتي خوف شديد وقلق من العلاج؛ لأني سبق واستخدمت علاجات، وسببت لي توترًا وقلقًا شديدًا، وأتذكر هذه الأعراض، وأخاف من العلاج.

أريد نصيحتك لي، فجسمي لا يتقبل كثيرًا من الأدوية، وقد استخدمت اللسترال منذ سنوات، وسبب لي تشنجًا قويًا في لساني وحنكي، أرجو مساعدتي.

ملاحظة: قرأت الروشتة وقرأت أنها تسببب هلاوس وتفكيرًا بالانتحار؛ فخفت كثيرًا.

سؤال آخر: عملت تحاليل شاملة، وتبين عندي نقص فيتامين (د) وفيتامين (ب 12) وعندي الأملاح مرتفعة، والدهون الثلاثية.

الآن أنا أستخدم علاج فيتامين دال، وفيتامين (ب) أرجو أن توضحوا إذا كان هناك تداخل في الأدوية، وكيفية استعمال العلاج بالطرق السليمة، ومتى وقتها الأفضل؟

أرجو الإجابة بأسرع وقت، فضلًا وليس أمرًا.

والله يبارك بعمرك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى كلامك الطيب، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

أيها الفاضل الكريم: توجد عدة طرق في استعمال الأدوية لتجنب آثارها الجانبية، وأنت اتخذت الخطوة الصحيحة، وهي الذهاب إلى الطبيب، والطبيب أوضح لك طبيعة حالتك، وكذلك الخطة العلاجية.

بالنسبة لزيادة القلق مع بدايات تناول اللسترال: هذا قد يحدث، لكنه ليس قلقًا مُفرطًا أبدًا، ربما يحدث شيء من القلق البسيط لحوالي عشرين بالمائة من الناس حين يبدأون في تناول اللسترال والأدوية المشابهة، وثمانين بالمائة من الناس لا يحسون بأي تفاعل سلبي.

السبب في هذا القلق هو أن المواد التي تُعرف بالموصلات العصبية –وعلى رأسها مادة السيروتونين– تبدأ في إفراز، وهذا التنشيط لإفراز هذه المادة من خلال تناول اللسترال قد يؤدي إلى شيء من القلق الظرفي البسيط والعارض.

أخِي الكريم: أنا أريدك أن تستعمل اللسترال، وسوف أعطيك طريقة مبسطة جدًّا، لن يحدث لك -إن شاء الله تعالى- أي أثرٍ جانبي بعده:

أولاً: توكل على الله، وسل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء.

ثانيًا: خذ حبة واحدة من اللسترال، وقسِّمها إلى أربعة أقسام –وهذا ممكن– ابدأ بربع حبة، تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أربعة ليالٍ، وبذلك تكون أكملت تناول حبة كاملة، ثم بعد ذلك تناول نصف حبة ليلاً لمدة عشرين يومًا، وهذه –الحمد لله تعالى– مدة طويلة جدًّا، بعد ذلك أعتقد أنك لن تحسُّ بأي أثرٍ سلبي للسترال، وارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر على هذه الخطة العلاجية التي وضعها لك طبيبك.

هذا الإدخال المتأني والمتدرج للسترال قطعًا سوف يجنبك أي أثرٍ جانبي له.

أما بالنسبة للريفوتريل: فأعتقد أن قصد الأخ الطبيب هو أن يعمل لك جرعة داعمة لمدة عشرة أيام حتى لا تحسُّ بالقلق، لأن الريفوتريل يُعرف عنه أنه دواء قوي جدًّا في علاج القلق. عمومًا هذه ليست نقطة خلافية، لو كانت زيادة الريفوتريل بسيطة لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ترجع لجرعتك العادية وتبدأ في النقص التدريجي له، أعتقد أن ذلك لا بأس به أبدًا.

أخي الكريم: اللسترال سليم، وموضوع الهلاوس لا تحدث إلا في حالات نادرة جدًّا، وبالنسبة لكبار السن والذين هم -أصلاً- لديهم خلل في الدورة الدموية في أغلب الأحيان.

التفكير في الانتحار: هذا لا يحدث إلا نادرًا، وهذا يحدث وسط اليافعين الذين هم دون السابعة عشرة، وأنا في حياتي العملية الطويلة –بفضل الله تعالى– لم أُشاهد إلا حالة واحدة، شاب عمره ستة عشر عامًا كان لديه بعض المخاوف والقلق والتوترات، أُعطيَ اللسترال، وبعد ذلك بدأ يحسُّ بشيء من اليأس من الحياة ويتمنى الموت، والحمد لله تعالى تم التوقف عن العلاج، وسار في حياته بصورة عادية جدًّا.

إذًا لا تنزعج أبدًا –أخِي الكريم– الدواء سليم، الدواء فاعل، وفي معظم دول العالم يُصرف دون وصفة طبية.

تعويض فيتامين (د) وفيتامين (ب12) هذا أمر جيد.

بالنسبة للدهنيات الثلاثية: حاول أن ترتب نظامك الغذائي، ومارس الرياضة، وبعد مُضي شهرين افحص الدهنيات الثلاثية، وكذلك الكولسترول.

بالنسبة للأملاح المرتفعة: أنت لم تُحددها، لكن يمكن أن تستشير طبيبك في هذا الأمر.

الأدوية سليمة، وليس بينها تداخل أبدًا، وأشكرك –أخِي الكريم– مرة أخرى تواصلك معي، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً