السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب لكم هذه الاستشارة عن أختي، لأنني الوحيدة التي تعتقد أنها مصابة بالتوحد، أختي ستكمل الثلاث سنوات في شهر 3/2015، وأبي عمره 46 عاماً، وأمها في الثلاثين من عمرها، والبيت يعيش فيه أبي وزوجته والخادمات.
أول 6 شهور لأختي كانت طبيعية، مثل باقي الرضع، كان يهتم بها أبي في فترة الصباح، ويحادثها لانشغال أمها بالعمل، وبعد 6 شهور بدأت تشاهد التلفاز والأيباد فأصبحت عادة عندها، حتى أكملت السنتين من عمرها، فلاحظنا عليها تأخراً في المشي، وخوفاً شديداً من كل شيء جديد، ولا تأكل، ولا تتكلم، فقط تقوم بأصوات وحركات غير مفهومة، أخذناها لعدة مراكز صحية، قالوا: بأنها لا تعاني من التوحد، وإنما فقط لديها تأخر في الكلام وسوف تتحسن، ونصحونا بإيقاف التلفاز.
منذ فترة قريبة قمنا بفحص أذنيها، ووجدوا أن أذنا واحدة مغلقة لا تسمع بها 100٪ لأن بها ماء، وهذا سبب عدم كلامها إلى الآن، وتم علاج أذنيها، فأصبحت تسمع بها قليلا تقريبا 50٪.
دخلت الحضانة في عمر 2 ونص، تلعب لوحدها هناك، ولكن عندما ترى طابور الأطفال تقف معهم، وحين يجلسون تجلس معهم، لكنها لا تشاركهم نشاطاتهم التعليمية، مثل: اللعب بالمعجون، أو تركيب الأشياء، أو الرسم؛ لأنها لا تحب أن توسخ يديها باللون، أو أي شيء لزج أو مبلل.
كانت تذهب معها الخادمة حتى تشرف عليها، وكان المشرفات والمعلمات لا يستطيعون التفاهم معها، لأنها تبكي فقط، أكملت من أسبوع إلى أسبوعين في الحضانة ثم توقفت؛ لأنها مرضت بالزكام، والكحة مستمرة معها منذ 4 شهور.
الآن البنت سوف تكمل 3 سنوات بعد شهرين، وهي لا تتكلم، ولا تنتبه لأحد إلا قليلا، فقط تنتبه لأبيها وأمها والخادمة، وتلعب لوحدها، وتتحرك كثيرا، وتضحك فجأة، وتنظر للأعلى كثيرا أو جهات أخرى، ولا تنظر لعين أحد مطولا فقط ثوانٍ وتشرد، أو تلف وجهها، وعندما أحاول أن أكلمها وأوجه وجهها تجاهي تصرخ وتذهب ولا تريد الانتباه لي، عنيدة جدا، عندما تريد الشيء تبكي كثيرا حتى تحصل عليه، تحب الخروج من البيت كثيرا، وإذا رأت شخصاً يريد الخروج تلحقه وأحياناً تبكي، إذا أرادت شيئاً من الشخص تسحبه من يده أو ثيابه، وتأخذه للشيء الذي تريده، لكن بدون إشارة، فقط تقوم بأصوات أو بكاء، سريعة الملل وعصبية، لا تبتسم كثيراً إلا إذا لاعبناها أو كانت لوحدها، فنجدها فجأة تضحك وهي تركض، أو تدور، وتحب تصفيف الأشياء وتجميعها، ثم ترميها وتجمعها مرة أخرى، وتحب الرقص عند سماع الأغاني أو الكرتون، وتحب لبس الإكسسوار والنظر والضحك لنفسها في المرآه.
قرأت كثيرا في هذه المواضيع، وعشت معها في البيت فترة طويلة قرابة السنة، ولا أرى تحسناً إلى الآن، ودائمة الوجود في بيت أبي، ملاحظاتي لها دقيقة في كل جوانب حياتها، أمها وأبوها غير مقتنعين أنها تعاني من أي شيء، يقولون بأنه تأخر في النطق فقط بسبب التلفاز، وعدم وجود أطفال معها في البيت أو من الدلع، ولكن لا يعيرون لباقي تصرفاتها أي اهتمام، ويقولون ستتحسن عند علاج أذنها، لكنني لا أرى أن أذنها هي سبب، المشكلة لأنها كانت تسمع بأذنيها الاثنتين في عمر أصغر، والماء تكون بسبب مرضها، أو بسبب شرب الحليب والماء من الرضاعة.
فهل هي مصابة بالتوحد أو التوحد التلفزيوني بسبب إدمانها عليه؟ وهل تحتاج لعلاج عند مختص غير مختص النطق؟ في انتظار النصيحة، وآسفة على الإطالة.