السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنتين، حملت بعد عدة أشهر، لكن في الشهر الثالث من الحمل لم يظهر النبض، وتبين أنه كيس دون جنين، ونزل الجنين، وحملت بعد عدة أشهر مرة أخرى، وحدثت نفس المشكلة، ولكن الاختلاف أنهم توأم، وظهر نبض جنين واحد، ولكن بعد أسبوع لم يظهر أي شيء نهائياً.

بعد عدة أيام حدث نزيف وأجهضت الجنين -والحمد لله على كل حال- وعملت عملية تنظيف، وبعد شهر بالضبط نزلت الدورة، ولكن الدم كان قليلاً عن الدورات السابقة، وغير منتظمة، وتحاليلي سليمة، والمبايض والرحم سليمة، إلا هرمون الحليب كان مرتفعاً قليلاً، واستخدمت علاجاً، وفي نفس الشهر حملت للمرة الثانية، فما سبب عدم وضوح الجنين والنبض؟ هل العادة السرية سبب ذلك؟ حيث كنت أمارسها مرتين في الأسبوع ممارسة سطحية.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب -بإذنه جل وعلا-

إن أغلب حالات الإجهاض التي تحدث خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل, يكون سببها عدم قدرة الخلايا في المضغة على إتمام الانقسام، وذلك بسبب وجود خلل في الصبغيات أو بسبب حدوث طفرة وراثية في إحدى مورثات هذه الصبغيات, ومثل هذا الخلل أو الطفرة هو أمر شائع، ويحدث عادة بدون سبب واضح, بل بشكل عشوائي، بمعنى أنه لا يمكن التنبؤ به في أغلب الحالات؛ لذلك لا يمكن تفادي حدوثه.

لكن عند تكرر الإجهاض لثلاث مرات أو أكثر -وأحيانا لمرتين فقط- فهنا يمكن البدء بعمل بعض الاستقصاءات الضرورية لمحاولة كشف أي خلل قد يكون هو سبب تكرر الإجهاض, ثم علاجه إن أمكن ذلك.

لذلك أنصحك بعمل ما يلي :
1- تحليل للصبغيات لك ولزوجك.
2- تحاليل دم:
CBC -BLOOD SMEAR- TORCH-GTT-ANA-ACA-LA-PTT-PT-PROTIEN C-S
3- تحاليل هرمونية, ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح وهي :
LH-FSH-TSH-FREE T3-T4-.
4- صورة ظليلة للرحم والأنابيب, أو تنظير لجوف الرحم.
5- مسحة من عنق الرحم للزراعة.

أنصحك باتباع ما يلي:
1- البدء بتناول الفوليك أسيد قبل حدوث الحمل بثلاثة أشهر على الأقل.
2- تناول مضاد حيوي مثل( اريثروميسين ) حبة من عيار 500 ملغ، ثلاث مرات يومياً, مدة أسبوع، قبل حدوث الحمل، وذلك لعلاج أي التهاب في عنق الرحم, قد لا يبدو واضحاً في العينة.
3- تفادي الاستحمام بالماء الحار, والاكتفاء بأن يكون الماء دافئا أو فاتراً فقط، فلقد تبين بأن الحرارة العالية من أي مصدر كان، قد ترفع من نسبة الإجهاض المبكر.
4- تفادي تناول الأطعمة المحفوظة والمعلبة والتي تحتوي على مواد حافظة وملونات.
5- تفادي التعرض لمواد كيماوية، مثل المنظفات, ومعطرات الجو, والروائح وغير ذلك.
6- الابتعاد عن أجواء التدخين، والأجواء التي تكثر فيها عوادم السيارات.
7- عند حدوث الحمل مجدداً -إن شاء الله تعالى- يمكن البدء بتناول حبوب أسبرين الأطفال؛ من أجل تحسين جريان الدم في المشيمة, ومنع حدوث جلطات فيها.

إن ممارسة العادة السرية بشكل سطحي, ليست هي السبب في حدوث الإجهاض, خاصة إن كنت قد توقفت عن هذه الممارسة, وهذا ما أتمناه، وإن كل ما سبق ما هو إلا نوع من الأخذ بالأسباب ليس إلا، ويبقى التوكل على الله -عز وجل- هو الأساس، فهو خير الرازقين وخير الحافظين.

نسأله جل وعلا أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.