السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا بعمر 28 عاماً، وحينما كنت في الجامعة كنت من الذين يمارسون الاستمناء، وكان عندي أمل ورغبة وحماس ودافعية؛ لكي أقوم بأخذ كورسات، ودورات تدريبية حينما أتخرج مباشرة حتى أعمل في وظيفة جيدة، سواءً في قطاع عام حكومي أو قطاع خاص، ويكون به تأمينات ومعاش وهكذا.
ولكن حدثت لي حادثة أدت إلى أن أصاب في الخصيتين تماماً، وفقدتهما وفقدت الانتصاب لعضوي الذكري تماماً، وأجمع عدة أطباء على ذلك؛ ففقدت الأمل والرغبة، والدافعية والحماس، ولم أقم بأخذ كورسات ودورات تدريبية.
كما أني فقدت الأمل والرغبة، والدافعية والحماس للعمل في وظيفة، سواء كانت قطاعاً عامًا حكوميًا، أو قطاعاً خاصًا، وأمي وأبي لا يعرفان شيئاً سوى أنه حدثت لي حادثة، ولكن لا يعرفان أني أصبت تماماً في الخصيتين، وأصبحت عقيماً وعاجزاً عن الجماع، ولكن يوجد بعض الناس أقارب وأصحاب يعرفون ما حدث لي بالتفصيل، وإذا دبت في نفسي -أحياناً وفي فترات متباعدة جدًا- روح الأمل، والرغبة والحماس، والدافعية؛ لكي أبحث عن وظيفة أجدهم يقللون من شأني أمام الناس، فهم يعرفون ما حدث لي بالتفصيل، وهم يحسبون أن أمي وأبي يعرفان ذلك، وأبي وأمي يقولان لي: لماذا لا ترغب في العمل؟ ألست رجلاً مثل كل الرجال؟ ألا تريد أن تتزوج في يوم من الأيام! فماذا أفعل؟!
هل يمكن أن يكون عندي رغبة وأمل في الحياة؟ أنا أعرف أن بعض الأئمة لم يتزوجوا طوال حياتهم، ولكنهم قدموا للأمة شيئاً يذكر، بالإضافة إلى أنهم لم يصابوا في عضوهم الذكري والخصيتين، فظلوا رجالاً بين أنفسهم، وأمام الناس أيضاً، حتى لو كان أحد منهم لا يستطيع إتيان النساء.
هل يمكن أن يكون عندي حماس ورغبة للعمل بعد ما حدث لي، وقد ذكرته لكم، بالإضافة إلى أنني لا أشعر بأهمية العلم أو العمل بالنسبة لي، فإن قلتم لي: إن العمل للرجال، قلت لكم: فإني لم أعد رجلاً أمام نفسي، وأمام الناس الذين يعرفون حالتي أو الذين لا يعرفون حالتي.
هل يمكن أن أقوم بأخذ كورسات ودورات، وأعمل في وظيفة حكومية أو قطاع خاص أم أن هذا مستحيل؟ لأنه سيكون عندي نقص في الدوافع الداخلية، سواء حاليًا أو مستقبلًا بالإضافة إلى أن الناس لن يتركوني في حالي سواء حاليًا أو مستقبلًا، وسيقللون من شأني، وهذا يحدث معي في أوقات كثيرة من حياتي؟
ماذا أقول حينما يسألني أبي وأمي: لماذا لا ترغب في العمل أو الزواج؟ وإذا عرفا حالتي ماذا سيكون موقفي؟ فماذا أفعل؟ أجيبوني.