السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أبارك لكم الشهر الفضيل، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل، وأن يتجاوز عما مضى.
أود استشارتكم في مشكلة طالما أتعبتني وأرهقتني كثيراً، في البداية أحمد الله على كل شيء ولست أعلم حقا أين يكمن الخير، ولكنني أتمنى النسيان وحسب.
تقدم شخص لخطبتي لكن من غير جنسيتي، عن طريق أستاذتي في الجامعة، وعند إخبار أهلي في البداية لم تمانع والدتي، وكذلك إخوتي، وفرحت كثيراً، وعلقت الآمال وكنت أعيش أياماً من الفرح والانتظار، ولكن حدث ما لم أتوقع، حيث تفاجأت برفض أخي وأبي عندما علما أن أم العريس ستزورنا، وأن الأمر أصبح جدياً، فما كان من أمي إلا الاعتذار لهم.
أما أنا أصبحت بين حلم وواقع مرير، لست أدري ماذا حدث، ولماذا؟ يعلم الله أن الشاب ذو أخلاق عالية، ومكانة اجتماعية، ودرجة علمية عالية، ويحمل جنسية أوروبية غير جنسيته، يعني لا أرى فيه عيباً حتى يتم رفضه، وحجتهم الجنسية، وتفكيرهم في الناس ونظرتهم وماذا سيقولون، رغم أن جنسيتي لن تنزع مني، وسأبقى كما أنا، وللأسف تلك هي حجتهم، بل وصل بهم أن يفكروا في أبنائي ومصيرهم -ولا حول ولا قوة إلا بالله-، ما شأنهم بذلك، ربما يقدر الله أن لا ننجب مثلاً، بل إنني أتساءل لماذا لم يكن موقفهم بالرفض من أول مرة، ومن هنا يزداد منبع الألم أكثر!
كنت أتابع ما يكتب وما يغرد وما يصور دون علمه، فقط أبحث من خلال اسمه، المشكلة العظمى كلما حاولت أن أنسى أو بالأصح أتناسى، أجد أمي تجدد بداخلي ذلك الحنين، وتقول يا للخسارة إن فلاناً لن يتعوض، لأنني كنت أطلعها على بعض نصوصه وما يكتب، وأتظاهر أمامها بالقوة، وأقول بكل حسرة ليس مكتوباً من نصيبي يا أمي.
حقيقة لم أعد أستطيع أن أتحمل أكثر من ذلك، رغم أنني هجرت كل مكان قد أجد لذلك الشاب بصمة فيه، ولكن يبقى عقلي وفكري وقلبي وأمي يذكرونني بأدق التفاصيل، علماً أنني لم أعد صغيرة، فهي سنتان إذا أراد الله لي وسأدخل الثلاثينات، ولم يتقدم أحد من قبله، وأختي التي تكبرني، في منتصف الثلاثينات، ولم تتزوج بعد، وأتألم كثيراً لحالها رغم صبرها، وليس لها إلا ذلك.
رغم مضايقة من حولنا دائماً، والسبب أن كل من كانت بعمرنا قد تزوجت وأنجبت، ومقارنات أمي مؤلمة للغاية، يكفي نظرة البعض وكلامهم الذي يلقى دون مراعاة للمشاعر من الأقرباء والصديقات، بل أصبحنا فتاتين لا يرحب بوجودهن خشية العين والحسد، والله لا أبالغ فيما كتبت، ولكن البعض وصل إلى هذه المرحلة، وكم من مرة سمعت قراءتهن لسور المعوذات بصوت عالٍ وتذكير بها، وأعرف أنني أنا المقصودة وأختي، وخصوصا في حفلات الخطوبة والزواج، فما كان مني إلا أن أهجرهن بحثاً عن سعادتي، رغم أنني -ولله الحمد- لم أشك الحال لأحد، ولا يمكنني أن أتفوه بكلمة واحدة تعبر عن مشاعري، لأنني على يقين أنهم لا يملكون لي نفعاً ولا ضراً، وأن الأمور تسير بقضاء الله وقدره.
لست أدري ماذا أفعل؟ كبرياء مشاعري، وتظاهري باللامبالاة أتعبتني كثيراً، لم أجد من يمنحني الرأي الصائب، ودعوة علها توافق ساعة استجابة.
أعتذر عن الإطالة، ورعاكم الله وسدد خطاكم.